نسخة نفسك المطورة!
كل التطبيقات الذكية في أجهزتنا الذكية تمر بمراحل مستمرة من التطوير والتحديث لحيازة رضا أكبر عدد من الجمهور وأفضل نسبة من التفاعلات وأكثر جودة في إتقان ضبط الخدمات وسد الثغرات وإصلاح التعثرات. هذا الأمر يستدعي من الإنسان الواعي استنساخ ذات الفكرة على نفسه وهو الأجدى بتقديم النسخة المطورة والأكثر تجديدا عن نفسه خلال رحلة عمره. ولذا من العار على الإنسان أن لا ينجح في تقديم الأفضل مما عنده وفي مقدرته على إنجازه، وينجح في ذات الوقت في تحديث أجهزته بآخر الإصدارات بشكل دوري ومستمر!
من المُلاحظ أنه أهدر البعض من أبناء المجتمع طاقاتهم الخلاقة وخيالهم الخصب وقدراتهم المتنوعة بإمضاء أوقات طويلة أمام شاشات الجوالات والآيباد والسينما والتلفزيون واللابتوب وطق الحنك فيما ليس له أي مردود إيجابي أو نفع. ولمن يود إعادة إطلاق الأفضل من إصدارات نفسه أضحى من المهم عليه إعادة البرمجة النافعة لحياته بتفعيل خاصية: ”تحديد المقاصد“ أو ”الانضباطية الفاعلة“.
فواقع لسان الحال للبعض من أبناء المجتمع يقول حياتهم أصبحت روتين ممل وقاتل وأوقاتهم مهدرة ونظرتهم تشاؤمية وازداد منسوب ترددهم في الإقدام على العمل. ما يؤسف المراقب إنه ومع كثرة الموارد لدى البعض من أولئك المتشائمين وصحة البدن وعلو التحصيل العلمي نسبيا وتأمين مستوى دخل مالي طيب إلا أن حياتهم مملة وعطاءهم سلبي. وإذا كان ذاك الشخص عازم على أن يتحول إلى تقديم أفضل نسخة عن نفسه، فمن المحبذ أن يصبح ذاك الشخص:
- أكثر تركيزا حيثما كان
- أكثر ثقة بنفسه أينما ذهب
- أكثر انضباطا في مواعيده وعمله وحديثه ونقاشاته ومثاقفته ومطالباته وأسئلته وتخطيطه
- أكثر إقداما في تحقيق الجميل من أفكاره
مع وقوفنا على مشارف شهر رمضان المبارك، أتطلع وإياكم أن أنجح في أن أكون نعم الأب لأبنائي، ونعم الابن لوالداي، ونعم الزوج لزوجتي، ونعم العضيد لإخواني وأخواتي، ونعم الصديق لأصدقائي، ونعم القريب لأقربائي، ونعم الجار لجيراني، ونعم الفرد الصالح الناصح داخل مجتمعي، ونعم المواطن لوطني، ونعم المسلم لإسلامي، ونعم الناصر للنبي ﷺ، ونعم العبد لربي.
لنتذكر سويا:
الشخص المُحترم لنفسه يُقدم أفضل نسخة عن نفسه. والشخص المسيء لنفسه يُقدم اسوء نسخة عنها. فلنكن جميعا ممن يسعى أن نقدم النسخة المطورة عن أنفسنا عبر حسن السلوك والخلق وجميل التخاطب وكبير الاحترام المتبادل مع كل الناس.
