آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 10:08 ص

ارتق بمهاراتك «1»

المهندس أمير الصالح *

يقال:

قبل أن تصلي، اعتقد
قبل أن تتكلم، أنصت
قبل أن تجرب، تعلم
قبل أن تموت، عيش
قبل أن تكتب، فكر
قبل أن تنفق، إدخر
قبل أن تنتقد، تأدب
قبل أن تنصح، التزم

هذه المقولة هي مقدمة تستنهض مهارات مختلفة في عقل الإنسان الصادق مع نفسه والساعي نحو تطوير ذاته.

ولعل عدد ليس بالقليل من أبناء الأجيال عبر الأزمان المختلفة لم يجيدوا كثير من المهارات الأساسية لإدارة حياتهم اليومية. ومن تلك المهارات، مهارة تجنب الوقوع في حبال الكاذب والغشاش والمدلس، حيث إن أولئك الأصناف تكاثرت وكثروا في زمن الإنترنت والتطبيقات الاجتماعية والألعاب الإلكترونية حيث الخدع العميقة deep fake والنميمة والاصطياد الماكر والاستدراج العاطفي والتشويه البواح والتهكير المتنوع.

دعنا في هذا المقال، نتدارس مهارة كشف المخادع والمدلس والكذاب لكثرة الضحايا من داخل مجتمعنا. أضحى الكذاب يتسلل تارة بالالتقاء وجها لوجه مع الآخرين في أراض المعارض المحلية والدولية والمؤتمرات والأسواق ودور العبادة والمدارس وصالات البنوك. وتارة يتسلل الكذاب. والمدلس للآخرين عن طريق الإنترنت والتطبيقات الاجتماعية والفيس بوك واللينكد إن والإعلانات التوظيفية الوهمية. وهناك علامات كثيرة لتمييز الكاذب في حديثه ينبغي الإلمام بها لا سيما لمن عوده طري وتجاربه محدودة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

1 - التقطع الزمني الطويل عند سرد حدث واقع يرويه الكذاب ليحكي الرواية بالطريقة التي تخدمه أو تصب لصالح أهدافه.

المعالجة: بطرح أسئلة تفصيلية عليه لكشف تطابق المعلومات من تناقضها أو تمحيص المعلومات التي أغفلها الكاذب عمدا.

2 - الاستعداد التام والملفت والمسبق للكاذب بأجوبة تفصيلية لكل الأسئلة التي قد تثار على روايته للحدث.

المعالجة: بطرح سؤال افتراضي عليه مثل القول: لو كنت محل المدير أو المفتش العام فما عساك أن تدقق أو تمحص فيه؟

3 - انتبه للاستخدام المفرط من قبل المتحدث لمقاطع مثل «ااااه» و«اممممم». فالبعض من المدلسين يستخدموها لكي ينشط ذاكرته في استنطاق ما رواه لك سابقا وعمل مطابقة عند إعادة الرواية من جديد تلافيا لكذبه.

المعالجة: عند إطلاق قصص مختلفة فإن المدلس يحتاج إلى العودة لأرشيفه الدماغي فينسى تفاصل كثيرة مهمة جدا.

4 - دقق في التعابير الجسدية للمتحدث فالتعابير الجسدية الصادقة للمتحدث تسبق كلماته والعكس صحيح.

المعالجة: عدم نسيان تفعيل الملاحظة والتواصل البصري مع المتحدث.

5 - التعابير العفوية الجسدية للمتحدث لا تستمر طويلا إلا في حالات استثنائية مثل الفقدان للحبيب أو الإصابات في الحوادث. أما إذا رصدت متحدث أطال التعابير الجسدية فإنها مفتعلة وتدوم لكسب عواطف المستمع. فانتبه لذلك.

المعالجة: عدم نسيان تفعيل الملاحظة والتواصل البصري مع المتحدث لرصد لغة الجسد.

6 - الشخص الذي يردد كلمات تهديدية ولا يفعلها مع تكرار إطلاق التهديدات ففي الأغلب هو يرصد ردود فعلك لما أنت تستعد به.

المعالجة: عدم نسيان تفعيل الملاحظة والتواصل البصري مع المتحدث لرصد لغة الجسد.

7 - الشخص الذي يقول بأنه غضبان ثم يعبر بوجه فمن الأرجح أنه يفتعل صورة الغضب وليس غضبان. وهو سلوك محمود بين الأب وأبنائه وبين الراع ورعيته. ولكن ذات السلوك غير محمود بين شخص مع نده.

المعالجة: الملاحظة الفطنة.

8 - نقض العهود سمة واضحة للكذاب الأشر والمدلس الخبيث وهذا ما نبهنا إياه رسول الله ﷺ عبر أحاديث شريفة.

المعالجة: الملاحظة الفطنة وعد الوعود ومقارنتها بالمنفذ منها.

9 - كثرة إطلاق الوعود المعسولة والإخفاق في تنفيذ أي منها والتبجح بعين قوية دون الاكتراث لمشاعر الآخرين.

المعالجة: الملاحظة الفطنة وعد الوعود ومقارنتها بالمنفذ منها.

هناك أساليب عديدة يتبعها الكذابون في عالم ”السوشل ميديا“ للإيقاع بضحاياهم جلها ينطلق من مرتكز الإغراء المالي والإغواء الجسدي والتخفيضات الهائلة والعروض العجيبة.

عند اكتشاف الكذاب الأشر والمدلس الخبيث من خلال الآليات السابقة أو غيرها، ينبغي حينذاك الابتعاد عنه وتحذير الآخرين ممن يثقون بك وتثق بهم باتباع نفس الإجراء. حتما لدى كل من القراء مهارات متعددة في استقراء وقراءة سلوك وأنماط وديباجة أقوال الكاذب والمروج للإشاعات والسارق لأحلام الشباب والمطلق للوعود المعسولة للفتيات ومدعي التحليل للأسهم والبورصات وبعض سماسرة العقار. يمكن لمن يود أن يشاركنا بما يود أن يوعي الشباب والفتيات منه في هذا المضمار.

فمن الجيد أن نكون كأبناء مجتمع ووطن واحد مُحصنين من شرور الكذابين والمدلسين في سوق الأسهم وسوق الخلاقين وسوق العقار وسوق المواد الغذائية وسوق العمل والتجارة والمعاملات وأماكن دور العبادة والمرافق الطبية والمراكز التعليمية. صقلك لمهارة كشف الكاذب والمدلس والدجال والمخادع في أي مكان سيجنبك الكثير من المتاعب ويحفظ ماء وجهك من الهدر ويصون مالك وكيانك النفسي من الخراب.