آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 1:56 ص

من وصايا آل حمادة: لا تتركوا الكتاب وحيدا؟!!

مراد غريبي *

عبارة بسيطة في ظاهرها لكنها عميقة في آفاقها وجذورها، لا ينطق بها سوى عارف متمكن من عالم الكتاب وفن القراءة ومتعود على عطور الكتب ورحالة متمرس في تضاريس الفكر والأدب والفلسفة وعوالم المعرفة وبحار الأفكار، شخص يدمن القراءة ويرتشف من كل إناء معرفي ذوقا ثقافيا يزيده سعادة في مشوار حياته...

عبارة أتحفني بها صديقي المميز سفير القراءة الأستاذ حسن آل حمادة، بنبرة الناصح الأمين، وحال مقاله الكتاب أمانة الأجيال، حينما يغترب، تتيه العقول وتنحرف الأجيال، الكتاب في عبارة آل حمادة هجرانه محنة وضياع وتخلف، ولعل أبلغ معنى لهذه النصيحة التي تستمد روحها من الآية الكريمة: ”يا يحي خذ الكتاب بقوة“ أن الكتاب حياة وقوة، كلما تقرأ كتابا ازددت حيوية وأنسا، آل حمادة دق جرس القراءة بعبارته هذه، مبلغا حقيقة العلاقة بالكتاب، الذي طبع ليقرأ لا ليوضع على الرف أو بين ركام الأوراق في قاع علبة لا يستنشق الهواء ولا يستنير بنور العيون ولا يستشعر لمسات العابرين من القراء وصدق آل حمادة حين قال: ‏ ”عجبت ممن يبصر بعينين، ثم لا يقرأ في يومه سطرين“، الكتاب وجد ليعيش بين الناس لينال قسطا من المعرفة وشغف الاطلاع بين القراء، الكتاب عندما يبقى وحيدا كالوردة التي تترك بلا رعاية ولا اهتمام فتذبل، هذه العبارة البسيطة العظيمة المعنى والمبنى تقصد مقصدا حضاريا عرفته المكسيك وإسبانيا وكوريا الجنوبية وروسيا وكوبا وفنزويلا والشيلي ورواندا وفيتنام وماليزيا، أمم وشعوب اعتنت بالكتاب فاعتنى الكتاب بمستقبلها، احتضنت الكتاب فملأ الكتاب شعوبها عطفا وجدا واجتهادا وتميزا، هذا هو أحد أسرار عبارة أخي أبو بتول التي توحي لسامعها أو قارئها، أن الكتاب تأليفا وطباعة وتوزيعا وقراءة مسؤولية الجميع في مجتمعاتنا حتى نستعيد وسام أمة اقرأ وشرف ”ن، والقلم“ ونضمن مستقبل ”هاكم اقرأوا كتابي“ ببساطة لا تتركوا الكتاب وحيدا لأنكم تحتاجون إخلاصه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، صلوا الكتاب يصلكم وتبقى بسطة حسن روضة من رياض العارفين بأن صلة الكتاب حياة سعيدة..شكرا أبا بتول لأنك كل يوم تثير فينا آداب الأنس بالكتب...

كاتب وباحث في الفكر