آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

تراثنا - شواطئنا - بيئتنا مسؤولية الجميع!

أحمد منصور الخرمدي *

النجاح مطلب الجميع، وإن أي تطور أو أي فكرة يتبناها المجتمع من أجل الرقي والازدهار، سواءً في المجال التنموي والاقتصادي أو الإداري، أو في أي من المجالات الحيوية الأخرى المتعددة مثل، التربية والتعليم والصحة والزراعة والسياحة والترفيه، فإن النجاح يتوقف على الجودة في التخطيط والإعداد والتنفيذ.

للأسف الشديد نرى العديد من المشاريع على المستوى الأهلي من شركات ومؤسسات، تفشل فشلا ذريعاً وكذلك بعض المشروعات الحيوية الهامة فشلت فشلا مزرياً، بسبب من الارتجال المحض والذي منذ نشأتها وصحب العمل بها، لم يكن قائماً وفق دراسة منظمة ومرسوم لها.

مع تسليمنا بما على المسؤولين في الجهات المعنية من مسؤولية كبيرة إلا أننا وبما نراه اليوم من تعثر العديد من المشاريع وفشل الكثير منها وبسبب رئيسي عدم التزام بعض المقاولين وأصحاب العمل بالاتفاقيات والالتزامات الموقعين عليها، فهي ظاهرة سيئة نعيشها، وعندما تفقد المسؤولية أو حين ينعدم الإحساس، أو تخلى المجتمع عن إيجاد الحلول لها، فإن الوضع سوف يتفاقم وتكون الحالة جسيمة وخطيرة للغاية.

إن النماذج والأمثلة لكثيرة جداً، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فجزيرة تاروت بمحافظة القطيف وكما تناولته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي خلال الفترة القريبة الماضية من تعثر العديد من المباني الحكومية من مراكز صحية ومدارس وطرق، وما لفت للأنظار في الآونة الأخيرة على السواحل والشواطئ البحرية من التعديات المتكررة على غابات المانجروف برمي أنقاض البناء والمواشي النافقة والفضلات والأوساخ والتعدي على البيئة البحرية بتدفق مياه ملوثة وما يحدث من إهمال وتشوهات لمواقع، تكون سبباً ليس لتشويه فحسب، فقد يعبث ببعض الأماكن المهجورة الأطفال فيصابوا بسوء أو قد يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة لمأرب خبيثة أو قد ينشب بها حريق في أي لحظة لا سمح الله وقد تأوي إليها الكلاب الضالة والمتوحشة، وهذا ما عبر عنه العديد من المهتمين والمتابعين في الإعلام والتواصل الاجتماعي بغية إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

إننا نرجو أن يكون هناك التفاتة جادة وسريعة من كافة الجهات المعنية لتصحيح هذا الوضع الذي أصبح قلق على الجميع لما يمثل من خطورة على السلامة أولاً ثم ”أمنياً واجتماعيا وبيئياً“ ومن المأمول أن يكون المستقبل حافلا بأسباب الجودة في التخطيط السليم وتراعى فيه الحاجة وإمكانية الاستفادة كما تراعى فيه الظروف المادية والاجتماعية من عدم الخسارة في مشاريع تنفق عليها الأموال الطائلة ومن الجهود الشيء الكثير من دون جدوى ولا فائدة، ولا يعود لها أي مردود ولا أثر يذكر على الوطن والناس، وهذا ما يحرص عليه المسؤولين في الدولة - حفظهم الله - بأن هذا الإهمال وهذه التجاوزات والتعديات أن لا تحدث إطلاقا - وهو ما يجب أيضاً، أن يحرص عليه الجميع وخاصة المؤسسات في رسم وتنفيذ أعمالها، والأمانات والبلديات ومسؤولي البيئة والحياة الفطرية والسياحة وغيرهم من المعنيين في الحفاظ على السلامة والأمن وصيانة الممتلكات، وذلك من الدوائر والجهات الحكومية الموقرة.

حفظ الله بلادنا من كل سوء وحفظ الله الجميع من كل مكروه ووفقنا وإياكم على عمل الخير بما يعود بالنفع والرقي والازدهار لمجتمعنا ولوطننا الغالي.