آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 6:13 ص

البستنة المنزلية متعة وصحَّة وفائدة.. جرِّبوها!

في الثمانينات رأيت بعض الأصدقاء في الخارج يزرعون خضروات على شرفات منازلهم وفي أفنية دورهم في مساحاتٍ صغيرة. منذ تلك المشاهدات استلطفتُ زراعة الخضروات، فكانت حلوة، ليس من أجل توفير المال، بل من أجل الاستمتاع بزرعٍ زرعته بيدي ورأيته يكبر!

تقول الدراسات العلميَّة أن البستنة صحَّة للعقل والجسم معًا، وفي هذه الأيَّام صحَّة للمحفظة المالية أيضًا مع ارتفاع الأسعار. في البستنة حركة، وإن لدقائق تحت الشمس، تمد الجسم بفيتامين ”د“ وتفيده من هشاشة العظام. يكفي في البستنة لونها الأخضر، وما يعطيه اللون الأخضر من هدوءٍ وأمل.

بعد ترك العمل، جربتُ زراعة الخضروات، وفي هذه السنة، قبل الشتاء زرعت حوالي عشر شجيرات طماطم من النوع ”الرامسي“ وأربع من النوع الكرزي الصغير، بالإضافة إلى قليلٍ من الباذنجان والفلفل، في مساحة صغيرة. وحتى الآن - منتصف شهر نيسان - لا تزال حيَّة ومثمرة وإن بدا أن فصل الصيف اقترب منها. منذ أن زرعتها أعطت كميِّات كبيرة تفوق حاجتنا، يمكن لمن يرغب أن يخزن الزائد عن الحاجة لغير الموسم.

أغلب الخضروات يمكن زراعتها في المنزل، في وقتها، وهي سهلة العناية ومتعة لا تأخذ وقتًا طويلًا من الرِّجال الذين لا يعملون، والنساء اللواتي لا يعملن. وكذلك الأزهار والورود يمكن زرعها، وشجرة مثمرة واحدة من الفاكهة التي ترغبون فيها، تكفيكم وتهدون من ثمارها للأصدقاء والجيران.

البستنة الخفيفة تبعد عن النقار والخصام والنكد مع الأزواج، وتساعد في تخفيف ضغط الدم! كلنا في منتصف العمر وما بعده نحتاج ما يساعدنا في تخفيف ضغوط الحياة، إن كان رياضة أو صحبة أصدقاء أو عمل منزلي ممتع، والبستنة واحد من هذه الأعمال!

أمدكم الله بالصحة والعافية، أصبح من الروتين أن يأخذ الكثير منا إبرة أنسولين وحبوب ضغط وكوليسترول وأنواع أخرى كل يوم، فمن عنده حيلة يهرب بها من بعض هذه الأمراض فليحتال! دورنا ومساكننا تخلو من كل شيء أخضر وحي، ومن الضروري أن نجعل منها ”حدائق ذات بهجة“ قدر ما نستطيع!

جربوها، سوف تدمنون عليها وتستلطفونها وتستأنسون بها!

مستشار أعلى هندسة بترول