آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

اليوم العالمي للكتاب

أحمد منصور الخرمدي *

يصادف اليوم 23 أبريل نيسان الاحتفاء السنوي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وهي مناسبة ثقافية على مستوى العالم تقام في كل عام، وفي هذا التاريخ تنهض أغلب المجتمعات في دول العالم من أجل الكتاب وتحث شعوبها لمثل هذا الاحتفاء العظيم نحو الكتاب والقراءة وحقوق المؤلف.

يعبر جميع المفكرين والمثقفين على مختلف مستوياتهم عن حبهم وتشجيعهم للقراءة والنهوض بثقافة الكتاب، وذلك من خلال وسائط وفعاليات متعددة، والتي تقام من اليوم الأول ولمدة أيام، وقد تطول إلى أسابيع في بعض البلدان التي تستضيف في معارضها الكبرى المقامة في أكثر من مدينة، ويحضر الآلاف من الزوار إذ تقوم دور الثقافة والنشر بتقديم كل جديد لديها من المؤتمرات والابتكارات الأدبية والثقافية، وتضيف اتجاهات في التجديد الفكري والتقني عبر المكتبات العامة، والخاصة ومنها الرقمية الحديثة والتي وصلت إلى الابتكارات والطرق المثالية في تحفيز القراء من جميع الأعمار وخاصة النشء الجديد من الشباب، وصغار السن، وما وصل إليه العلم وعالم المعرفة من التطوير وقيام المهتمين في النشاط الثقافي والأدبي بتهيئة المكتبات، والحدائق العامة ذات الهدوء والاسترخاء، بتهيئة الأماكن للقراء،

لهذه المناسبة الدولية، حيث يبذل الجهد والمال من أجل النهوض والارتقاء بالعلم والثقافة.

إن إقامة معارض الكتاب، هي مناسبة حضارية مهمة وناجحة لإبراز أهمية دور الكتاب والقراءة في بناء وتثقيف المجتمعات الإنسانية، وفي إقامة صرح عظيم للحضارة البشرية، إلا أننا للأسف الشديد ما زلنا نعيش مأزق خطير للغاية، فهناك حالة من العزوف، وخاصة لدى الشباب للقراءة وبسبب أننا ننتمي إلى جيل لا يقرأ ولا يشعر بأهمية الكتاب والذي هو خير صديق، وخير جليس وحتى وإن كان يملكه، مما يتوجب علينا أن نعيد النظر في أساليبنا وعاداتنا، حتى نستطيع أن نرتقي بمستوى الوعي والثقافة، وهي الحاجة العليا لأي مجتمع من أجل نموه وازدهاره وتقدمه الحضاري.

إن زرع بذرة القراءة وحب الأدب والثقافة لدى أطفالنا وتحفيزهم على مراجعة الكتب وتصفح المطبوعات سعياً وراء معلومة أو رأي، فيها الكثير من الفوائد، في صقل المواهب الذهنية لديهم وتقوية التركيز وأتساع علوم المعرفة، وينصح الأدباء أن تكون القراءة في الهواء الطلق وفي الحدائق الغناء ذات المناخ الملائم لجلب السعادة وعلى الشواطئ.

ومن المفيد جدا في هذه المناسبة، أن ننوه أن اليوم العالمي للكتاب في الثالث والعشرون من شهر نيسان، هو اليوم الذي يصادف رحيل الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير وغيره من الأدباء الكبار، وجاءت هذه الاحتفالية بمبادرة أطلقتها منظمة اليونسكو عام 1995 حيث خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يوم 23 نيسان من كل عام يوما عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف والنشر والملكية الفكرية، ويهدف من ذلك توجيه الانتباه للأفراد وتطوير المجتمعات والتشجيع على القراءة واكتشاف متعتها، وتهدف من وراء قرارها هذا، والذي تحول إلى احتفاء سنوي، لا يخص شعباً بعينه وإنما البشرية جمعاء، وهو تقديراً وإبرازا لمكانة الكتاب والمؤلفين وعرفاناً لكل من أسهموا في تنمية طرق التقدم الثقافي والمعرفي ووضعوه في خدمة الناس.