آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

بقايا حنين 2

علي العبكري

سأعود بكم أيها الأحبة إلى عام 1419 هـ العام الذي تخرج فيه محدثكم من الثانوية العامة والتحق بجامعة الملك سعود بالرياض.

جامعة الملك سعود وما أدراك ما جامعة الملك سعود الجامعة الأقدم والأعرق في وطني المملكة العربية السعودية الجامعة الضخمة متعددة الكليات والأقسام والأكثر استيعابًا للطلاب الجامعة التي كانت تخرج في الترم الواحد 4000 طالب.

لا أزال أتذكر أيامي الأولى فيها كمستجد ومنظر دوار الكتاب والبوابة القديمة والبهو الكبير ذي النوافير التي اندفعت مياهها مرحبةً بخريج ثانوية النجاح بالقطيف المنتسب لكلية الآداب قسم التاريخ.

ليلة السبت

كانت الدراسة في المملكة سابقًا تبدأ يوم السبت وتنتهي الخميس فتنتشر في محافظة القطيف في هذه الليلة حافلات عدة لنقل طلاب وطالبات الجامعة، حتى أن بعض المكاتب خصص اثنا عشر حافلة ليلة السبت وحدها، ولا أزال أتذكر أن سعر الذهاب للرياض والرجوع منها للقطيف كان 30 ريالًا.

سكن الطلاب

وقت انتسابي للجامعة كان يتعذر السكن في السكن الجامعي المخصص للطلاب، فكان الطلبة يسكنون في أحياء قريبة من الجامعة مثل القويفل الجديد والقديم وحي العروبة والمحمدية وحي النخيل بجوار دلة لتعليم القيادة الذي سكنت فيه معظم سنواتي الجامعية حتى التخرج.

كان الانتساب للجامعة مكلفا ماديًا فهناك المواصلات وإيجار السكن ومتطلبات الجامعة من مذكرات وكتب وغيرها، والحمد لله أن الجامعة كانت تصرف مكافآت شهرية لمنتسبي الكليات الأدبية ”الآداب، التربية، الإدارية“ ”840 ريالا“ أما الكليات العلمية فيصرف لهم 940 ريالا.

وجبات الطعام المدعومة

في تلك الفترة كانت الجامعة تدعم وجبات الطلاب وتجعل سعرها مناسبا جدًا حيث يدفع الطالب ريالا واحدا للإفطار وريالين للغداء، وكانت جملة ”رخيص ويشبع“ دارجة بين متناولي هذه الوجبات.

البهو

تمتاز جامعة الملك سعود ببهوها الكبير وهو مكان يخصص جزء منه للمعارض وجزء آخر ”كافتيريا“ يستريح فيها الطلاب ما بين المحاضرات، وكنت دائمًا عند قدومي للجامعة لا بد لي من المرور به والدخول من البوابة القديمة.

أخيرًا

أجمل ما في العمر ذكرياته وأجمل ذكرياته الدراسية منها، ولعمري أنها طفت في مخيلتي عندما أرسل لي أحد الأعزاء مقاطع فيديو وصور للجامعة فتذكرت تلك السنين الخوالي والزملاء الأعزاء، وتساءلت يا لسرعة السنين كيف تمضي بنا وراحت المشاعر تختلج في النفس ولا زلت أشعر ببقايا حنين.