آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 8:10 ص

راقبوا سلوك أبنائكم فالمخدرات نهاية الإنسانية

عباس سالم

يبدوا أن شياطين الإنس والجن في هذا العالم قد وجهوا سهامهم المسمومة نحو شبابنا وشاباتنا في الوطن الغالي فأوقعوهم بوهم السعادة في ”المخدرات“، وإن الإنسانية هي النهاية الحتمية لمن يقع في هذا المستنقع الوحل الذي لا يخرج من وقع فيه إلا بمعجزة إلهية تنجيه من فخ الإدمان.

الحادث المأساوي الذي وقع في مدينة صفوى بمحافظة القطيف، وتسبب في صدمة كبيرة بين أفراد المجتمع القطيفي الذي لم يتعود على مثل هذه الجرائم الدخيلة عليه لكن فيه دروس وعبر لنا جميعًا، عندما أقدم واحدًا من الأسرة تحت تأثير المخدرات على حصر أفراد أسرته وهم ”الأب - والأم - والأخ - والأخت“ في غرفة واحدة وإشعال النار فيها دون رحمة وللأسف في نهار شهر رمضان المبارك ما تسبب بوفاتهم جميعًا يرحمهم الله.

حتى الحزن الذي استوطن قلوب الناس مفجوع لما جرى وصار في مدينة صفوى الآمنة مساء الخميس الدامي 20 رمضان 1443ه من هول المصاب وفضاعة الحدث، وكل الكتب السماوية لن تسامح من قام بذلك العمل المفجع، وفي الوطن الغالي هناك قانون ونظام والحكم العادل في محاكم الدولة رعاها الله بنتظار الجاني، ولكن هذه الفاجعة فيها دروس وعبر لكل أبناء الوطن وعليهم أن يستلهمونها لكي لا تتكرر مثل هذه الأفعال في مجتمعاتنا.

بعد هذا الحادث دونت عناوين لمقالات في بعض الصحف الإلكترونية بأن مادة ”الشبو القاتلة“ التي كان منفذ الجريمة يتعاطاها قد وصلت إلى القطيف! وكأن المخدرات بأنواعها بما فيها مادة ”الشبو اللعينة“ وليدة الاستخدام بين متعاطي المخدرات في مجتمعنا! فالمخدرات تنخر بين شبابنا من الجنسين وضحاياها كثيرة، وإذا أرتم معرفة المزيد فتشوا عنها وسوف تعرفون بأنها منتشرة بينهم بمسميات مختلفة وعناوين مغرية.

الكثير من حالات الإدمان على المخدرات في الرواية السينمائية والقصص المحزنة التي نشاهدها في بعض الأفلام والمسلسلات للأسف قد زحفت إلينا وانتشرت في مجتمعنا وبالخصوص بين الشباب من الجنسين، وهناك قصص وحكايات لمآسي الإدمان في مجتمعنا ربما لا يصدقها العقل، فمن منا لم يرى أو يسمع في محيطه بأن شابًا كان متفوقًا في الدراسة جميلًا بين والديه وعائلته ومحيطه الاجتماعي، وفجأة تغيرت سلوكياته وملامح شخصيته بعد أن سقط في فخ المخدرات التي لا ترحم واشتبك في لعبة الموت مع أصدقاء السوء، فمن كان السبب؟.

وزارات الدولة رعاها الله مفتوحة لكل المواطنين لتقديم المساعدة والمشورة بما فيها مكافحة المخدرات فلا تترددوا بالإبلاغ عن أي حالة قبل فوات الأوان، ومن يقع في مستنقع إدمان المخدرات قَلَ من يخرج منه سالمًا معافى بعد أن ماتت أجزاء من روحه وبدنه، ويحزننا بأن نرى شابًا كان من خيرة الشباب لكنه تاه في حب الهوى مع أصدقاء السوء وسلك طريق الموت ”المخدرات“، وترك والديه يقفان على حدود المأساة يحاولان أن يلتقطا ابنهم من هذه الآفة بعد أن ورث العزلة والظلام لكن من دون جدوى!

حلم الثراء السريع الذي يراود بعض الشباب في مجتمعنا من بعض العاطلين عن العمل والفاشلين في الدراسة، الذين يسعون لتكوين ثروات طائلة بطرق غير مشروعة وملتوية غالبيتهم من تجار المخدرات، الذين يروجون هذه السموم بين الشباب من الجنسين ليكونوا فريسة سهلة لعصابات بيع الوهم ”المخدرات“ التي تقضي على إنسانية الإنسان والأوطان، وهذه الآفة لا يوجد فيها منتصرًا ولا فائزًا، الكل خاسر في هذه الآفة اللعينة حيث يصبحوا المدمنين عبيدًا لحدود هذه الآفة، الذي أساسها المال ثم المخدرات والآلام.

وفي الختام إن القلوب مفجوعة لما جرى وصار في الحادث المأساوي الذي وقع في مدينة صفوى بمحافظة القطيف، ورحم الله المتوفين برحمته الواسعة، وإلى روحهم التحية والسلام ولذويهم ومحبيهم ولكل سكان محافظة القطيف والوطن الغالي الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.