آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 10:54 م

هل يهمك كيف يذكرك النَّاس بعد الموت؟

لا تبتئس ولا تحزن لأنك سوف تموت، كل النَّاس يموتون ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ، حقيقة لا ينكص ولا يتخلَّف عنها أحد. س من النَّاس دفنَ ص، ثمَّ ع يدفن ص، بعد ذلك لـ يدفن ع، الكلّ ميّت! لم يمنح الله ميزةَ البقاء لأيّ شخص.

سوف تُنسى مثل النَّاسِ الذين نسيتهم أنتَ، لم تعد تذكرهم ولا يخطر لكَ أحد منهم في بال. إذا انقضى الجيلُ الذي أنت فيه، يكون بذلك نسيكَ تقريبًا كلُّ النَّاس. على ذلك امضِ في عملِ الصواب، دون التفكير في كيف يتذكرك النَّاس، إنهم ببساطة لن يذكروك، ينسون اسمك في القريبِ العاجل، بعد أيَّام قليلة من موتك!

إنَّ من واجبك أن تكون صالحًا سواء ذكر النَّاسُ ذلك أم نَسوه. ذكرك بعد الموتِ من عدمه، لن يضخم أو يقلل من إنجازاتك. لا ينفعك لو قال كلُّ الناس عنك أنك رجلٌ صالح وأنت شيطان، ولا يضرّك لو قال كلُّ النَّاس عنك أنك رجلٌ شرِّير وأنتَ صالح. ليس ثمَّ ما يدعوك للبهجة أو الابتئاس من كيف سيذكرك الناس. لا تساير هذه النزعة والرغبة، بل اصنع ذكراكَ ودع النَّاس يقولون ما يقولون. أجملَ هذه الفكرة الإمام عليّ بن الحسين عليهما السَّلام: كلكم سيصير حديثًا، فمن استطاعَ أن يكون حديثًا حسنًا، فليفعل.

الثمرة والفائدة الوحيدة من الحياة التي تنفع بعد الموت هي التقوى، وليس انتشار الصيت. يجزي الله الإنسانَ بحسب عمله الجيِّد في الدنيا، لا بحسب ما يقول وما يشتهي ويعتقد النَّاس فيه. نحن في الدنيا ضيوف الله، طعامنا وشرابنا ودارنا عليه. أما في الآخرة، فنحنُ نحمل زادنا ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى .

لا تبتئس إن لم تشارك في وليمةٍ اسمها التاريخ. آلافُ الأنبياء والرسل لا أحد يعرفهم بالإسم، بينما مليارات البشر يعرفون الشيطان، إبليس! هل تستطيع أن تعدَّ أسماء أكثر من عشرة أنبياء؟ نجري في دروب الحياة، دراسة، عمل، زواج وأولاد، لعب، أكل ونوم! ثمَّ فجأة نتوقف عن الركض، فهل تظنون أن التاريخ فيه متَّسع لهكذا حياة؟!

في هذه الآونة، يتصارع النَّاس على لقب ”مشاهير“. من يصنع في شهرته محتوىً ذا قيمة فنعمَّا هو، ومن هم دون محتوى يختفون بعد الموت مثل عشبة الرَّبيع، متى ما حلَّ فصلُ الصيف، ما إن تشتد حرارة الشمس إلا وتموت.

مستشار أعلى هندسة بترول