لمعرفة صحة المرأة بشكل أفضل، نحتاج إلى رفع الحرج عن الحديث عن دم العادة الشهرية
بقلم برفسور كريستين ن. ميتزر، معاهد فينشتاين للأبحاث الطبية وكلية زوكر للطب في جامعة نيويورك
13 مايو 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 146 لسنة 2022
To Better Understand Women’s Health، We Need to Destigmatize Menstrual Blood
Christine N. Metz
May 13,2022
أمراض مثل الانتباذ البطاني الرحمي سيكون لها علاج إذا تمكنا من التحدث عنها ودراستها بلا خجل
غالبًا ما تُعيَّر النساء اللاتي يعانين من الانتباذ البطاني للرحمي[1] بكونهن باحثات عن حبوب مسكنات الألم، ومحتالات يحاولن الاستفادة من النظام الصحي. كما يقال لهن بأنهن ”مخلات بالنظام“ و”مجنونات“ و”متظاهرات بالألم“ ويعانين من ”اضطراب العرض الجسدي[2] . ويقال لهن أن آلامهن قد تكون أمراضًا نفسية وعليهن أن يتجاوزنها. ويعيّرن بقول الناس لهن: لا تكن ضعيفات كالنساء. نحن نتحدث عن المراهقات والنساء المصابات باضطراب الانتباذ البطاني الرحمي اللواتي يرغبن في التشخيص والعلاج الفعال والرعاية الطبية والنفسية. لا يوجد علاج له، وهؤلاء النساء يستحقن العلاج.
يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تنمو خلايا شبيهة ببطانة الرحم على شكل ”آفات“ خارج الرحم[4] - يحدث ذلك عادةً في تجويف الحوض حول المبيضين والمثانة والأمعاء والمستقيم ونادرًا في الرئتين وأماكن أخرى. [المترجم: الآفة هي أنسجة تضررت بسبب الإصابة أو المرض]. تؤثر الحالة في واحدة من كل 10 نساء[5] ، وغالبًا ما تستمر معاناة هاته المريضات لسنوات، في المتوسط سبع سنوات[6] ، قبل أن يشخصن بشكل قاطع بالمرض، الأمر الذي يتطلب جراحة[7] ، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويل قبل أن يجدن علاجًا له.
لماذا لا يوجد لدينا تشخيصات وعلاجات أفضل لهذا المرض؟ لأن الدراسات التي أجريت على الصحة الإنجابية[8] للمرأة قليلة جدًا إلى درجة يرثى لها وتعاني هذه الدراسات من نقص في التمويل. لنتكلم بصراحة، هناك عامل ”قرف“ أيضًا؛ يعد دم الحيض من أفضل مصادر العينات البيولوجية لدراسة الصحة الإنجابية للمرأة. بسبب الشعور بالحرج، نادرًا ما تجرى دراسات تفصيلية على دم الحيض.
في الوقت الحالي على وجه الخصوص، حيث دُفعت الصحة الإنجابية للمرأة إلى الواجهة على المستوى الوطني، فقد حان الوقت للتحدث بحرية عن الحيض ودم الحيض ودراستهما وذلك لتعزيز صحة المرأة.
يمكن أن يساعد دم الحيض الباحثين من أمثالي في فهم الصحة الإنجابية للإناث. دم الحيض يوفر وسيلة لاستكشاف وتعريف التنوع الخلوي والأيضي والجيني وفوق الجيني[9] للرحم السليم.
قد تُقارن هذه المجموعة للمذكورة بالرحم في حالة العقم وعسر الطمث «تقلصات الدورة الشهرية المؤلمة[10] والتهابات الرحم «مثل فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للسرطان[11] والتهاب بطانة الرحم المزمن[12] والأورام الليفية الرحمية[13] والتغيرات في فترة ما حول انقطاع الطمث[14] وسرطان الرحم[15] ويمكن جمع هذه العينة البيولوجية بسهولة دون جراحة باضعة - باستخدام كأس الدورة الشهرية [وهو عبارة عن كأس مصنوع من السيلكون أو اللاتكس ويقال أن له فوائد[16] أو الفوط الصحية الخارجية المصممة خصيصًا لجمع الدورة الشهرية[17] .
منذ عام 2013، ركزتُ أنا وزملائي على دراسة دم الحيض. ابتدأنا بطرح دراسة بعنوان الأبحاث تتغلب على الانتباذ البطاني الرحمي Research OutSmarts Endometriosis «باحتصار ROSE» '' في معاهد فينشستاين Feinstein للأبحاث الطبية لمعرفة كيف يُجمع دم الحيض ويُستخدم لدراسة الانتباذ البطاني الرحمي وتطوير فحص تشخيصي مبكر غير باضع لفحص النساء اللاتي هن في أمس الحاجة إليه. انضم أكثر من 2000 مشاركة إلى دراسة ROSE «بما فيهن النساء المشخصات بالانتباذ البطاني الرحمي، ومجموعة من نساء سليمات كمجموعة ضابطة، ونساء ينتظرن نتائج التشخيص». يمكن للمراهقات المشاركة أيضًا في هذه الدراسة. لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في فحص دم الحيض[18] الذي قد يؤدي يومًا ما إلى تشخيص معتمد من إدارة الأغذية والدواء «FDA» وعلاجات أكثر فعالية وآمنة وتوقف المرض أو حتى تمنعه.
في الوقت الحالي، الأدوية الوحيدة المتاحة لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي هي الهرمونات أو العلاجات القائمة على الهرمونات[19] ، والتي يمكن أن تسبب زيادة في الوزن وفي إثارة هبات حرارة[20] ودفع النساء تجاه انقطاع الطمث وسن اليأس. هذه الأدوية تعالج الأعراض فقط. ولا توقف تقدم واشتداد المرض. تقول بعض من يعانين من الانتباذ البطاني الرحمي إن هذه العلاجات الهرمونية أسوأ من المرض نفسه.
هل إهمال شركات الأدوية لهذا الاضطراب الشائع ناتج عن تحيز جنساني غير مقصود يعرض صحة المرأة للخطر؟. [المترجم: التحيز الجنساني هو تحيز لجنس دون الآخر[21] . لعلاج الانتباذ البطاني الرحمي وأمراض النساء التناسلية الأخرى، نحتاج إلى مزيد من التأييد والتقليل من الشعور بالحرج في الكلام عنه.
بفضل الجهود الجادة التي يبذلها باحثون متنوعون ومتعاونون من الأوساط الأكاديمية والصناعية، ومن المشاركات المنخرطات في الدراسة، سيصار إلى تطوير دم الحيض إلى مورد مفيد سريريًا لفهم صحة الرحم وخلل وظائف الرحم بشكل أفضل، وكذلك لأغراض التشخيص. لن يُعتبر دم الحيص بعد الآن شيئا يرمى شهريًا في القمامة، ولكن يصلح كعينة بيولوجية ستًستخدم لتعزيز صحة المرأة.
على الرغم من أن العلاجات التشخيصية التي تعتمد على دم الحيض والعلاجات التي تستهدف الرحم قد تستغرق بضع سنوات للانتهاء من تطويرها، هناك أشياء يمكننا القيام بها حاليًا. نحن بحاجة إلى تثقيف مجتمع الرعاية الصحية بشكل أفضل وزيادة الوعي بالحالات المتعلقة بصحة المرأة. بناءً على التشخيص الخاطئ والاخفاق في الوصول الي التشخيص الصحيح للانتباذ البطاني الرحمي والحالات الصحية الأخرى للرحم، فإن التدريب المحسّن مضمون لأولئك الملتحقين بالمدارس الطبية والتمريض ومساعدي الأطباء حتى يصبح المتدربون أكثر معرفةً بأن آلام الحوض حقيقية وأنه ينبغي فحصها بعناية في كل مريضة.
نحن بحاجة إلى رفع مستوى العلم وتحسين القدرات التشخيصية وتقديم علاجات أفضل وتقديم رعاية عادلة للجميع. وللقيام بذلك، نحتاج لجعل الحديث عن الدورة الشهرية ودم الحيض أمرًا مألوفًا لا خجل فيه، في العيادة وفي منازلنا وفي مجتمعنا.