آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 11:30 م

لغة الاحلام

عدنان أحمد الحاجي *

19 مايو 2022

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 145 لسنة 2022

The language of dreams

May 19,2022


 

مجلة الفضول هي عبارة عن سلسلة من أسئلة عرضية يجيب عليها خبراء من جامعة هارفارد. في هذه الحلقة، سألنا ديردري لي بارت Deirdre Leigh Barrett، استاذة علم النفس في كلية الطب بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب ”لجنة النوم: كيف يستخدم الفنانون والباحثون والرياضيون الأحلام لحل المشكلات بطريقة إبداعية - وكيف يمكنك أن تستخدمها أنت لذلك الغرض أيضًا[1]  ما هي اللغة التي يحلم بها على الأرجح ثنائو اللغة أو متعددو اللغات ولماذا.

كانت هناك دراسات قليلة جدًا حول ثنائي اللغة ومتعددي اللغات وكيف تؤثر في أحلامهم. هذه دراسات صغيرة، لكنها بالتأكيد وجدت أن الذين يتحدثون أي لغة ثانية، حتى بدون طلاقة جيدة، يرون على الأقل أحيانًا أحلامًا باللغة الثانية. سألت إحدى الدراسات أشخاصًا عما يعتقدون السبب في ذلك، أجابوا ما يحدد ذلك هم الأشخاص أنفسهم و/ أو الوضعية التي كانوا يحلمون بها / عنها. فإذا كان المرء يفكر في عائلته في بلده الأم، فمن المحتمل أن تكون بلغته الأم بغض النظر عما إذا كانت هذه هي لغته المهيمنة «المستخدمة في أكثر الأوقات» في الوقت الحالي أم لم تكن. وإذا حلم المرء بأشخاص يعرفهم وهو شاب حين كان يعيش في مكان آخر يتحدث فيه بلغة مختلفة، فمن شأنه أن يحلم بتلك اللغة. قالوا إن المسألة التي تحدد كيف يحلم الناس هي عبارة عن مزيج من عوامل يدخل فيها المكان الذي تم فيه الحلم واللغة المرتبطة به، والناس الذين حلم بهم.

لكني سمعت آخرين يقولون إنهم إذا كانوا يحلمون بقضايا عاطفية مهمة، فإنهم سيحلمون بلغتهم الأم، وأما إذا كانوا يحلمون بأشياء عملية أو مجردة أو متعلقة بالعمل، فإنهم سيحلمون بها بلغتهم الجديدة. سمعت شيئًا مختلفًا من خبير اقتصادي سويدي رفيع المستوى، يُعد من أكثر من يتكلم بلغات متعددة على الإطلاق، حيث قال إنه يجيد حوالي 15 لغة. قال أنه عادةً يحلم بأي لغة كان يتحدث بها ذلك اليوم، حتى لو كانت الأحلام تتعلق بعائلته التي انحدر منها في السويد.

هناك شيء لم ألاحظ أنه ذُكر في أي من الدراسات المنشورة سابقًا حول هذا الموضوع، وهو أن هناك بعض من يقولون إنهم لم يكونوا أبدًا منتبهين لـ اللغة المستخدمة في أحلامهم - أي أنهم لا يحلمون بأي لغة معينة. أنا أتفق مع ذلك كثيرًا. في معظم الأوقات، لم أنتبه إلى أي لغة استخدمتها في أحلامي. لم أحلم سوى بضع مرات بلغة أخرى غير الإنجليزية، وهو ما يتناسب ونتائج بعض الدراسات التي تقول إن درجة إتقانك للغة ثانية تحدد الوتيرة التي ستحلم بها مستخدمًا تلك اللغة. درستُ اللغة الفرنسية في المدرسة، لكنني لا أتكلم بها بطلاقة. لقد حلمتُ بالفرنسية مرتين على الأقل.

الذين لا يجيدون التحدث بلغة أجنبية يقولون أحيانًا أنهم حلموا مرة أو أكثر باللغة الثانية البدائية «أي باللغة التي يتحدثون بها بشكل بدائي بسيط»، وفي أثناء الحلم، اعتقدوا أنهم يتحدثون هذه اللغة بطلاقة. عندما يناقش البعض هذه الظاهرة، عادة ما تكون المناقشة على غرار ”لماذا بإمكاننا أن نتكلم تلك اللغة بطلاقة في أحلامنا؟“ يقول خبراء سيكلوجيا الأحلام، وخاصة علماء الأعصاب منهم، إن ذلك على الأرجح بسبب أن منطقة الفص ما قبل الجبهي في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن عمليات التحقق من الصحة، مغلقة [أثناء النوم]. من الممكن أن يكونوا أكثر طلاقة أثناء الحلم، لكن من الممكن أيضًا أن يشعروا بطلاقة أكثر أثناء الحلم لأنهم لا يقومون بانتقاد الذات self - judgment المعتادة[3] ,[2] . [المترجم انتقاد الذات يأتي من أفكار المرء عن نفسه والمعاني التي يعلقها على تلك الأفكار[2] .

أعتقد أنه من الأفضل اعتبار الأحلام مجرد تفكير في حالة بيولوجية مختلفة، حيث تكون المناطق المرتبطة بالتصور والإنفعال / المشاعر / العواطف أكثر نشاطًا من تلك المرتبطة بالحدس المعتاد، ولذلك نكون أقل كلامًا وأقل منطقًا أثناء الحلم. هناك قليل من النظريات التي تقول إن الأحلام موجودة لتقوية الذاكرة ومحاكاة الشعور بالتهديد للحياة[5] ,[4]  وتحقيق الرغبات [والتي تحدث عادة أثناء الأحلام أو أحلام اليقظة وغيرها من الأمراض النفسية[6] . ونعم، الأحلام هي من أجل كل ذلك، ومن أجل مليون شيء آخر غير ذلك، تمامًا مثل ما لأفكارنا أثناء اليقظة.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  - https://en.wikipedia.org/wiki/The_Committee_of_Sleep

[2]  - https://link.springer.com/referenceworkentry/10,1007/978-0-387-79061-9_2549

[3]  - https://www.innerbonding.com/show-article/1624/the-opposite-of-self-judgment-is-self-validation.html

[4]  - "تنص نظرية محاكاة التهديد أثناء الحلم «TST» على أن الوعي بالحلم [وهو ما يحدث عندما ينشط الدماغ أثناء النوم - أثناء نوم حركة العين السريعة، يكون هذا التنشيط مكثفًا كما هو الحال في الاستيقاظ4] هو في الأساس آلية دفاع بيولوجية قديمة، منتقاة تطوريًا لقدرتها على محاكاة الأحداث المتكررة المهددة للحياة. محاكاة التهديد للحياة أثناء الحلم تقوم بتمرين الآليات المعرفية الضرورية للتصور الفعال للتهديد وتجنبه، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية النجاح التناسلي أثناء التطور البشري. إحدى الفرضيات المستمدة من TST هي أن الأحداث الحقيقية المهددة للحياة التي يواجهها المرء أثناء فترة اليقظة لابد أن تؤدي إلى زيادة تنشيط نظام محاكاة التهديد، وتستحيب له، وبالتالي، إلى زيادة وتيرة وشدة الأحداث المهددة للحياة التي يراها في الأحلام. وبالتالي، فإن الأطفال الذين يعيشون في بيئة تتعرض فيها سلامتهم البدنية والنفسية للتهديد المستمر لابد أن يتعرضوا إلى وتيرة مرتفعة من رؤية أحلام نشطة للغاية واستحابة لنظام محاكاة للتهديد، ولكن الأطفال الذين يعيشون في بيئة آمنة خالية نسبيًا من علامات التهديد لديهم نظام ضعيف النشاط. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/15766897/

[5]  - https://en.wikipedia.org/wiki/Dream_consciousness

[6]  - https://ar.wikipedia.org/wiki/تلبية_الرغبة

المصدر الرئيس

https://news.harvard.edu/gazette/story/2022/05/when-you-speak-15-languages-which-do-you-dream-in/