آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 11:30 م

الدواء وحده لا يساعد الأطفال المشخصين باضطراب ونقص الانتباه وفرط الحركة على التعلم

عدنان أحمد الحاجي *

23 مايو 2022

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 164 لسنة 2022

Medication alone doesn’t help kids with ADHD learn

May 23,2022

على مدى عقود، اعتقد معظم الأطباء وأولياء الأموروالمدرسين أن الأدوية المنشطة تساعد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD» على التعلم. ولكن وجد باحثون في مركز الأطفال والعائلات في جامعة فلوريدا العالمية، أن الدواء ليس له تأثير يذكر في مدى تعلم الأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الصفوف الدراسية.

ما يقرب من 10 في المائة من الأطفال في الولايات المتحدة مشخصون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وأكثر من 90 في المائة من هؤلاء الأطفال يُصرف لهم أدوية منشطة باعتبارها الخيار الرئيس للعلاج في المدارس لأن معظم الأطباء يعتقدون أن الأدوية ستؤدي إلى تحصيل دراسي «أداء أكاديمي»[1]  أفضل. "

”يعتقد الأطباء والمعلمون أن الأدوية تساعد الأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على التعلم لأنهم يكملون المزيد من الأعمال الدراسية على مقعد الصف الدراسي [قراءة وكتابة وحل المسائل ونحوها] ويقضون وقتًا أطول في المهمة التعليمية لو أخذوا العلاج،“ كما قال ويليام إي بيلهام الابن William E. Pelham، كبير مؤلفي الدراسة ومدير مركز الأطفال والعائلات. ”لسوء الحظ، وجدنا أن الأدوية لم يكن لها أي تأثير يذكر في تعلم محتوى المنهج الدراسي الفعلي.“

قيم الباحثون 173 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا مشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وشاركوا في برنامج العلاج الصيفي بالمركز[2] ، وهو برنامج مخيم صيفي شامل مدته ثمانية أسابيع للأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والصعوبات السلوكية والانفعالية والتعلمية ذات العلاقة.

أكمل الأطفال مرحلتين متتاليتين من التدريس والتوجيه اليومي لمدة 25 دقيقة في المفردات ومجال محدد من المعرفة والمهارات في مواد العلوم والمواد الاجتماعية. التوجيهات المقدمة لكل طالب خلال مراحل الثلاثة الأسابيع كانت حسب الصف الدراسي لكل منهم. المعلمون المعتمدون ومساعدوهم بتدريس المواد مجموعات أطفال متكونة من 10-14 طفلاً مصممة لتحاكي بيئة صف مدرسي.

تم اختيار كل طفل بشكل عشوائي للعلاج بدواء منشط مبرمج لإفراز جرعة ثابتة منه على فترة زمنية مطولة خلال المرحلة الأولى أو المرحلة الثانية من المراحل التعليمية / التوجيهية، بينما يتلقي علاج غفل «بلاسيبو» خلال المرحلة الأخرى [أي إذا لم يتلق جرعات من الدواء المنشط خلال المرحلة الأولى أو الثاتية يتلقى علاج غفل].

وبعكس التوقعات، وجد الباحثون أن الأطفال تعلموا نفس مقدار مادة العلوم والمواد الاجتماعية ومحتوى المفردات سواء أكانوا يتناولون الدواء المنشط أو دواء الغفل.

على الرغم من أن الأدوية لم تحسن مستوي التحصيل الدراسي، أظهرت الدراسة أن الدواء ساعد الأطفال على إكمال المزيد من الأعمال الدراسية على مقعد الصف الدراسي [قراءة وكتابة وحل مسائل ونحوها] وتحسين سلوكهم في الصف، كما هو متوقع. فعندما تناولوا الدواء، أكمل الأطفال 37 بالمائة من المسائل الحسابية في الدقيقة وكان ارتكابهم لمخالفات سلوكية في الصف الدراسي أقل بنسبة 53 بالمائة في الساعة.

بالإضافة إلى ذلك، واتساقًا مع نتائج الدراسات السابقة، وجد الباحثون أن الدواء ساعد بشكل طفيف في تحسين نتائج الاختبار عند تناوله في يوم الاختبار، ولكنه ليس كافيًا لرفع درجات معظم الأطفال. على سبيل المثال، ساعد الأطفال على زيادة 1,7 نقطة مئوية من أصل 100 في المتوسط في اختبارات مادة العلوم والدراسات الاجتماعية.

يعد تحسين التحصيل الدراسي أمرًا مهمًا للأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لأنه مقارنة بأقرانهم، يظهر الأطفال المشخصون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة سلوكيات داخل الصف الدراسي ليس لها علاقة بأهداف الدراسة أو توجيهات معلم المادة الدراسية أو يخالفون قوانين الصف الدراسي بشكل أكثر، كما يحصلون على درجات أقل في الاختبارات، ويحصلون أيضًا على تقيمات أقل [المترجم: التقيمات هنا تعني الدرجة بالحروف: ممتاز، جيد جدًا، جيد، مقبول أو راسب]. تزداد أيضًا احتمالية تلقيهم خدمات التعليم الخاص[3] ، واعادة السنة الدراسية[4]  وترك الدراسة[5]  قبل التخرج. يعد التحصيل الدراسي الضعيف أحد أكثر الضعف المزمن المرتبط باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وغالبًا ما يؤدي إلى صعوبات مهنية ومالية طويلة الأمد تميز اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الرشد [مرحلة الرشد تبدأ من عمر 20 سنة].

وجد بحث سابق[6]  أجراه بيلهام Pelham، رائد أبحاث وعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أن العلاج السلوكي[7]  - عند استخدامه أولاً - يكون أقل تكلفة وأكثر فاعلية في علاج الأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من الأدوية. المنشطات هي الأكثر فعالية كخيار علاجي ثانٍ تكميلي لأولئك الذين يحتاجون إليه وبجرعات أقل من الموصوفة عادة. بالإضافة، نشرت جمعية طب الأطفال التنموي والسلوكي «SDBP[8] » إرشادات إكلينيكية[9]  جديدة توصي بقوة بالتدخل السلوكي[7]  كخيار علاجي أول للشباب المشخصين باضطراب ونقص الانتباه وفرط الحركة. [المترجم: مرحلة الشباب تبدأ من 15 - 24 سنة حسب تصنيف الأمم المتحدة[10] ].

”لقد وجد بحثنا مرة بعد أخرى أن التدخل السلوكي هو الأفضل للأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لأنهم ومعلميهم وأولياء أمورهم يتعلمون المهارات والاستراتيجيات التي ستساعدهم على النجاح في المدرسة والمنزل وفي العلاقات الاجتماعية طويلة الأمد،“ حسبما قال بيلهام. ”إن علاج أطفالنا بالأدوية / المنشطات لا يحل المشكلة - بل فقط يزيل الأعراض بشكل مؤقت. وكبديل لذلك، على العائلات التركيز على التدخلات السلوكية أولاً وإضافة الأدوية فقط إذا لزم الأمر.“

التدخلات السلوكية والأكاديمية التي تعمل على تحسين الضعف الوظيفي المزمن بشكل هادف للشباب المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يشمل تدريب أولياء الأمور وأدوات إدارة الحالة في الصف الدرلسي مثل استخدام بطاقات التقرير اليومية[11] ، والخدمات المدرسية الخاصة بالتحصيل الدراسي.

لاحظ الباحثون أن الدراسة أجريت في بيئة صيفية منضبطة شبيهة ببيئة الصف في المدرسة ويمكن أن تكون النتائج مختلفة لو أجريت الدراسة في الصفوف الدراسية الطبيعية. لذا يرغب الباخثون في تكرار هذه الدراسة في بيئة الصفوف الدراسية الطبيعية باستخدام المناهج الأكاديمية على مدار العام الدراسي لتقييم تأثير الأدوية في التعلم.

الدراسة نشرت في مجلة علم النفس الارشادي والاكلينيكي.[12] 

مقط فيديو:

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://ar.wikipedia.org/wiki/تحصيل_دراسي

[2] -https://ccf.fiu.edu/summer-programs/summer-treatment-program/

[3] - التربية الخاصة أو التعليم الخاص «Special education» هي مجموع من البرامج التربوية المتخصصة التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم في التكيف على الاختلافات الفردية والاحتياجات، من الناحية المثالية، تنطوي هذه العملية على ترتيبات المخطط بشكل فردي ومراقبتها بصورة منهجية وإجراءات التدريس، وتكييفها المعدات والمواد، وإعدادات يمكن الوصول إليها، والتدخلات الأخرى المصممة لمساعدة المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة تحقيق مستوى أعلى من الشخصية الاكتفاء الذاتي والنجاح في المدرسة والمجتمع من سيكون متاحا إذا كان الطالب أعطيت الوصول إلى التعليم المدرسي نموذجية فقط، وتشمل الاحتياجات الخاصة المشتركة صعوبات التعلم والإعاقات الاتصالات، واضطرابات عاطفية وسلوكية، الإعاقة الجسدية، والإعاقة التنموية. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تربية_خاصة

[4] - ”هو عملية يكرر فيها الطلاب نفس الصف بسبب إخفاقهم في السنة السابقة، ويمكن لهؤلاء الطلاب أن يعيدوا السنة مرة واحدة فقط ولمدة سنة واحدة، ولا يعيد الطلاب بالضرورة الصف في القسم نفسه، إنما يعيدون السنة نفسها فقط.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إعادة_الصف_الدراسي

[5] - ”الهدر المدرس أو الفاقد التعليمي يقصد به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. نتيجة الفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي إجرائيا للتأخر واعتباره انقطاع التلاميذ عن الدراسة كليا قبل إتمام المرحلة الدراسية أو ترك الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة. [“

https://ar.wikipedia.org/wiki/هدر_مدرسي

[6] - https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26882332/

[7] - ”العلاج السلوكي المعرفي «CBT» هو نوع شائع من العلاج بالكلام «العلاج النفسي». تتعامَل مع مُستشار الصحة العقلية «مُعالِج نفساني أو مُعالج» بطريقة منظَّمة، وحضور عددٍ محدود من الجلسات. تساعدك طريقة العلاج السلوكي المعرفي «CBT» على أن تُدرك التفكير غير الصحيح أو السلبي حتى تتمكَّن من عرض المواقف الصعبة بشكل أكثر وضوحًا والاستجابة لها بطريقة أكثر فعالية. يمكن أن تكون طريقة العلاج السلوكي المعرفي أداة مُفيدة جداً — إما بمُفردها أو باشتراكها مع علاجاتٍ أخرى — في علاج اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب، واضطراب الكرب التالي للصدمة «PTSD» أو اضطراب الأكل. رغم ذلك، ليس كل من يخضع لطريقة العلاج بالسلوك المعرفي «CBT» مصابًا بحالةٍ صحية عقلية. يُمكن أن تكون طريقة العلاج السلوكي المعرفي «CBT» أداة فعَّالة لمساعدة أيِّ شخصٍ على تعلُّم كيفية إدارة ظروف الحياة المُجهِدة بشكلٍ أفضل.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/cognitive-behavioral-therapy/about/pac-20384610

[8] - https://www.numc.edu/ar/our-services/pediatrics/developmental-behavioral-pediatrics/

[9] - https://sdbp.org/adhd-guideline/cag-guidelines/

[10] - https://ar.wikipedia.org/wiki/شباب

[11] - https://ccf.fiu.edu/research/_assets/how_to_establish_a_school_drc.pdf

[12] -https://doi.apa.org/doiLanding?doi=10,1037%2Fccp0000725

المصدر الرئيس

https://news.fiu.edu/2022/long-thought-to-be-the-key-to-academic-success، -medication-doesnt-help-kids-with-adhd-learn، -study-finds