آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

ثلاث ملاعق من هذا الدواء كل يوم وتكون أسعدَ الناس «مضمون 100%»!

قبل أن اعطيكم اسم الدواء، اعطيكم نبذةً مختصرة عنه، ولكي ينجح الدواء لازمه اتباع الإرشادات بدقة:

ميزات الدواء: مجرب، مضمون النتائج، ودون ثمن!

دواعي الاستعمال: ضغوط الحياة، الشكوى من الناس، هموم الدنيا التي تسوقنا سوقًا عنيفًا، واستعمالات كثيرة. الحقيقة أنني لا أتصور كثرة الأعراض التي تستدعي استعمالَ هذا الدواء!

طريقة الاستعمال: ثلاث ملاعق بين الاستيقاظ والنوم. ملعقة ساعة الاستيقاظ، الثانية في منتصف النهار والثالثة قبل النوم. إذا اضطررت إلى أخذ ملعقةٍ رابعة أو خامسة، لا بأس أيضًا أن تستعمل مغرفة بدلًا من ملعقة! لا تشرب الماء مع الدواء.

الآثار الجانبية: مرارة في الحلق! فيه شيء من المرارة تخف مع طول الاستعمال، إذا قاومت المرارة وداومت عليه سوف تعجبك النتيجة حتمًا!

طريقة الحفظ: صالح للاستعمال تحت مختلف الظروف المناخية ولمدة طويلة.

مدة الاستعمال: مدى الحياة!

مكونات الدواء: مكونات طبيعية، 100% صبر وتحمل وإيمان.

أماكن البيع: صيدلية القلب والعقل، على مدار الساعة!

أيها القارئ الكريم، هل مرّ عليك - أنتَ نعم أنتَ، يوم أو ساعة استغنيتَ فيها عن الصبر؟ منذ أن أتيت إلى هذه الدنيا وحتى آخر نفس فيها تحتاج إلى أطنانٍ من الصبر والتحمل. والآن مع ازدياد صخب الحياة تزداد الحاجة للصبر؛ الدراسة، العمل، التربية، المعيشة، موت، الطريق، أخبار العالم، الاقتصاد، كل ذلك يحتاج إلى صبر!

هَوِّنْ عليك فكلُّ الأمرِ ينقطِعُ ** وخَلِّ عنك ضبابَ الهمِّ يَندَفِعُ

فكلُّ همٍّ له مِن بَعدِه فرَجٌ ** وكلُّ كربٍ إذا ما ضاق يَتّسِعُ

إنّ البلاءَ وإن طال الزّمانُ به ** الموتُ يَقطَعُه، أو سوف يَنْقَطِعُ

الحمد لله إذ كانت بلوانا متقطعة ويمكن تحملها! إذا مرضنا يومًا فهناك آلاف من البشر لا ينهضون من فراش المرض لحظةً واحدة! إذا احتجنا فهناك مليارات من البشر يعيشون على أقلّ من الكفاف! في الدنيا من تأتيه البلوى طبقة فوق طبقة، لا يستطيع الخروج من تحتها.

”أبى الله أن يجري الأشياءَ إلا بأسباب“، ولكي لا يظن القارئ الكريم أن علينا الاستسلام ورفع الرايات البِيض أمام كل الأعداء! في بعض أنواع الصبر ما هو هروب من المسؤولية والتحمل! فإذا مرضنا، الطبيب موجود ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ . وإذا اعتُدي علينا القانون يسترد حقنا، ولا نصبر على الفقر والله سبحانه وتعالى أمرنا بالتكسب وضمن الرزقَ فقال: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ .

أسوأ أنواع الصبر، الصبر على الجهل الذي قال عنه رسولُ الله «صلى اللهُ عليه وآله»: من لم يصبر على ذلّ التعلم ساعة، بقيَ في ذلّ الجهلِ أبدا. وعن الإمام عليّ : على المتعلم أن يدأب نفسه في طلبِ العلم، ولا يملّ من تعلمه، ولا يستكثر ما علم.

مستشار أعلى هندسة بترول