آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

الذين تصلونَ على النبيّ محمد (ص)!

تائهًا في صحراءٍ بعيدة الأطراف، لا ماءَ ولا زاد، تقطعت بك الأسبابُ وأيقنتَ أن لا نجاة من الهلكة! ثمّ في ذلك التيه ظهر لك شخصٌ دلك على الطريق! لا، أكثر من ذلك! أعطاك ماءً وزادًا ومالًا وأوصلك حيث تريد! كم تكون ممتنًا ومدينًا له؟ النبي محمد ﷺ صنع لنا ذلك وأكثر! أفلا يستحق الشكرَ والصلاةَ عليه؟!

”ليل أليل“ وصف الإمام علي ذلك التيه، شديدُ الظلمة، فاحم شديد السواد، لا ضوءَ فيه إلى أن جاء نورُ محمد ﷺ فطَلع الصباح!

﴿إِنَّ آللَّهَ وَمَلَ??ئِكَتَهُ? يُصَلُّونَ عَلَى آلنَّبِىِّ يَ??أَيُّهَا آلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا». قال رسول الله ﷺ: ”حيثما كنتم فصلوا علي فإنّ صلاتكم تبلغني“. وقالَ أيضًا: ”إن أبخلَ الناس من ذكرت عنده ولم يصلّ علي“.

تخيلوا عظمة هذا المقام وهذا الحشد الربَّاني! الله خالق العالم كله بعظمته، والملائكة الموكّلين بتدبير أمر هذا العالم يصلّون عليه! وبما أن الأمر كذلك فضمّوا أصواتكم - يا مؤمنين - إلى اللهِ وإلى الملائكة، وصلوا عليه!

صلوات، يقولها المسلمون مرَّات في اليومِ والليلة، ما تذكره الأحاديث - الكثيرة جدًّا - من ثواب هذه الصلوات فيه العجب العجاب! كل ذلك من فضل وجمال النبي الأكرم، محمد ﷺ! ومن لطائف عادات المسلمين كثرة صلاتهم على نبيهم في جميع أحوالهم؛ إذا تعادوا صلوا على نبيهم فيتمّ صلحهم، إذا حزنوا صلوا على نبيهم فيزول حزنهم، إذا اشتروا أو باعوا صلوا على نبيهم فتربح تجارتهم! وقس على ذلك ما شئتَ من أحوالهم في الصلاةِ على نبيهم!

تضاربت الآراءُ في تحديد شهر وفاة النبي محمد ﷺ فمن التواريخ شهر ربيع الأول، ومنها اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر. ما يعني أن المناسبة تأتي بعد أيام! وحتى ذلك الحين، القارئ الكريم، جرب الصلوات على النبيّ؛ بعد صلاة الصبح، وأنت ذاهب إلى العمل، وأنت غير منشغل، سوف تمدك بطاقةٍ إيجابية وثواب في آنٍ واحد. يومًا بعد يوم يجتمع عندك رصيدٌ ضخم من الصلوات، عندما تزنه الملائكة يوم القيامة يكون ميزان أعمالك ثقيلًا راجحًا، ”أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته“!

صلاة مائة مرة في اليوم تساوي أكثر من 36000 صلوات في سنة، وفي عشر سنوات أكثر من 360000 ألفا! دون حساب الواجب منها! ما يعني أنك تحتاج إلى آلةٍ ضخمة تحسب عدد الحسنات!

مستشار أعلى هندسة بترول