آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

النبيّ محمد (ص) مثال الأناقة وجمال الهندام!

لو كان الكمال سماءً، لكان النبيّ محمد ﷺ فوق تلكم السماء، وهو الذي قال عنه الله العليّ الأعلى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ . كان نبيًّا وأبًا ومعلمًا ومنبعًا للقيم الخيرة، فما أعظم أخلاقه! أنعم وأكرم به من نبيّ، لم يولد في العالم مثله! إذا جلستم في حضرته يوم القيامة ترون أنه أعظم وأجمل وأبهى من كلّ ما وصف به!

لنا فيه أسوة حسنة! فهي - الأناقة - وإن كانت أمرًا شخصيًّا، مطلوبا في حد ذاته، إلا أن الله يجزي عليها! وما أحوجنا لبعض هذه التعاليم في أمورنا الخاصة، فربما تعالج شيئا ولو قليلًا من قضايانا الشخصية!

أجمل رجل في ظاهره وباطنه! مع كل مشاغله وعبادته، كان يعتني بحسن مظهره وأناقته وهندامه وزينتِه ورائحة بدنه! شهادة شهد بها شخصٌ لصيق به، الإمام علي بن أبي طالب فقال عنه: ”ينفق في الطيبِ أكثر مما ينفق في الطعام“. وما الدعوى لشاهد في حب النبيّ للطيب؟ خذها منه مباشرة: قال عثمانُ بن مظعون لرسول الله ﷺ: ”قد أردتُ أن أدعَ الطيب وأشياء ذكرها، فقال رسول الله ﷺ: لا تدع الطيب، فإن الملائكة تستنشق ريحَ الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كلّ جمعة“.

”لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة“! يعرف القارئ الكريم فوائد السواك، - وما يعادلهُ من أدوات - في هذه الأزمنة من مستلزمات الأناقة والزينة والعناية بمظهر الإبتسامة! أصحابه في السفر: قارورة الدهن والمكحلة والمقراض والمرآة والمسوَاك والمشط!

”كان ﷺ ينظر في المرآة، ويرجّل جمّته ويمتَشط، وربما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلا على تجمله لأهله“. يوصي الإمام علي: ”يا علي! على الناس كل سبعة أيام الغسل، فاغتسل في كل جمعة ولو أنك تشتري الماء بقوتِ يومك وتطويه، فإنه ليس شئ من التطوع أعظم منه“.

خلاصة المرام: تختلف الأذواق فهذا يحب اللون الأبيض وذاك اللون الأصفر، وتجتمع الأذواق في لزوم العناية بالمظهر والروائح الطيبة. ومع أن النبي ﷺ من أشدّ المتواضعين، قال عنه الإمام علي بن أبي طالب -: ”ولقد كان ﷺ يأكل على الأرض، ويجلس جلسةَ العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه“، إلا أن التواضع لا يمنع من كمال وجمال المظهر، فحريّ بالتواضع أن يكون مشفوعًا بالأناقةِ والجمالِ والنظافة!

مستشار أعلى هندسة بترول