آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

في يوم المعلم العالمي تحيَّة إلى كلّ معلم!

المهندس هلال حسن الوحيد *

بعد عشرات السنين أحاول جاهدًا استذكارَ أسماء وصور المدرسين الذين كنت محظوظًا بحضور صفوفهم. أجدد لمن هم في الدنيا التحيّة والشكر، ولمن انتقل منهم إلى دار الحقيقة والآخرة، خالص الدعاءِ بالرحمات. في كلّ مرة أكتب فيها عن المعلم أقول: هل من الممكن أن يقرأ الخاطرةَ واحد من المدرسين القدامى، إن كان اسمي معروفًا لديه أو مدرستي؟! ماذا فعلت بهم الأيام؟ مع شديد الأسف، الأمنية لم تتحقق بعد ولم أستطع تقبيل يد أيٍّ منهم!

أولئك الذين شجعوني وأخذوا بيدي، أولئك الذين شدوا على أذني واعتقدت أنهم كانوا غلاظًا، يحملون عصيات! كلهم كانوا سلمًا لي في الحياة ارتقيتُ به، وطريقًا بعيدًا عن الأميّة والجهل. كانت أحلى سنوات وأحلى معلمين! المدرس أبًا، المدرسة بيتًا، والطلاب إخوة! لم نهتم براحة المقاعد ولا برودة الصفّ وكل شيء يحيط بنا كان بهيجًا وجميلًا، مثل جمال قلوبنا، الأطفال!

في اليوم الخامس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كلّ عام يحتفي العالم بيوم المعلم، تقديرًا لما يبذله العاملون بهذه المهنة من جهود، وهم الذين لا يكفي في شكرهم شكر. أنا شخصيًّا ونيابة عن أبناء جيلي من عندنا ألف تحية لأولئك المعلمين القدامى. هذا أقل ما يقدم لهم، أن نشكرهم وندعو لهم من كل قلوبنا!

إذا كانت كلماتي هذه يقرأها معلم - من هذا الجيل - فليعلم أنه أيضًا مشمول بالشكر وأطيب الأمنيات - ذكورًا وإناثًا - عنه ﷺ: ”إن معلم الخير يستغفر له دوابّ الأرض، وحيتانُ البحر، وكل ذي روح في الهواء، وجميع أهل السماءِ والأرض“.

أغلق عينك لدقائق وتخيل، أيها القارئ العزيز، كيف حال الدنيا دون معلم! سوف تدرك بعد هذه الدقائق قيمة هذه المهنة وقيمة العاملين فيها، سواءً حصلوا على أجرةٍ مقابل عملهم، أم لم يحصلوا! من البديهي أن يكون للمعلم حصّة وافرة من التقدير والاحترام في المجتمعات المتقدمة، لأنه من يصنع الأجيال، وهو ”رسول العلم“ الذي يستحق ان نقول له كلنا: شكرًا، بل ألف شكر.

يقول المثل الياباني: يوم واحد مع استاذٍ عظيم أفضل من ألفِ يوم من الاجتهاد! وأجزم أن أعزائي القراء، كلهم يتذكرون ذلك المدرس أو المدرسة التي غيرت حياتهم، ولونت شخصيتهم بأجملِ الألوان، مهما طالت السنوات لن ينسوا ذلك الإسم!

مستشار أعلى هندسة بترول