آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 9:26 ص

من أعظم إنجازات النبي محمد (ص)!

المهندس هلال حسن الوحيد *

منّ الله علينا بزيارة المدينة المنورة في هذه الأيام، أيام ميلاد ساكنها، عليه وآله أفضل التحيات والسلام. ونحن نمشي في أرجاء الحرم النبويّ الشريف سألت: ما هو أعظم إنجاز للأنبياء وماذا كان شغلهم الأهم منذ أول نبي - لنقل آدم - ، وحتى آخرهم، النبي محمد ﷺ؟

الإجابة واضحة! صناعة واحدة عمل فيها الأنبياء كلهم دون استثناء. هي صناعة الإنسان، أعظم وأشق صناعة في الكون! ما دون هذه الصناعة والمسؤولية الثقيلة متروك للإنسان ليصنعه! ليس على الأنبياء أن يخترعوا آلات وأدوات وأجهزة، الآلة الوحيدة التي كان عليهم أن يعملوا على تكاملها وتطويرها هي الإنسان!

في نظرة واحدة إلى الحاضرين في ساحات الحرم الشريف وفي كل أرجاء المدينة المنورة، ترى ألوانًا وأشكالًا من الناس لا يجمعهم لون ولا لغة ولا لباس، بعضهم لا يفهم كلمةً عربيّة واحدة! كلهم يجمعهم التوحيد وحقيقة أن للكون إله واحد يعبدونه، لا سواه ويصلون إلى قبلة واحدة!

﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ، ثلاثة أمور: تلاوة الآيات، تهذيب وتَزكية النفس، ثم تعليم الكتاب والحكمة، وهو الهدف النهائي الكبير. يطهرهم من كل أنماط الشرك والكفر والانحراف والفساد ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.

﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى? شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ? كَذَ?لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ! من قبل البعثة كانت بين ”الأوس“ و”الخزرج“ القبيلتين الكبيرتين في يثرب حروب طويلة ومنازعات استمرت ما يقرب من مائة عام، وكانت المعارك المستمرة تكلف الجانبين خسائر جسيمة في الأموال والأرواح.

صنع النبيّ الانسانَ المكي والمدني بوضعه حدا لتلك المعارك والمناوشات وتلك المذابح والمجازر، وإقرار الإخاء مكان العداء وإحلال السلام محل الحروب، ثم سرعان ما أشرق نور الإسلام على كل كوكب الأرض، فغدت الأمم - التي استفادت من نوره - كلها تنعم بالضياء والرخاء والاستقرار!

وصف الإمام علي تلك الفترة فقال: ”إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا «صلّى الله عليه وآله» وسلّم ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَابًا ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ“.

لهذا النبي الأكرم - محمد وآله - منا أفضل السلام والتحية والشكر، سدنَا بفضله ونلنَا شرف الدنيا. ثمّ إن تمسكنا بحبله ننال كرامة الله في الآخرة! كان طبيبا للأبدان والقلوب، معلمًا للخير ومهندسا لحضارة إنسانية عالمية، باقية ما بقيت الدنيا!

مستشار أعلى هندسة بترول