آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

هدية القطيفيين للنبيّ محمد (ص) التمر!

المهندس هلال حسن الوحيد *

كان التمر أجمل هدايا وفد عبد القيس - أسلاف أهل القطيف - إلى النبيّ محمد ﷺ!

في كتاب الخصال للصدوق، قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب : بينما نحن عند رسول الله ﷺ إذ ورد عليه وفدُ عبد القيس فسلموا ثم وضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله ﷺ: أَصدقة أم هديّة؟ قالوا: بل هديّة يا رسولَ الله قال: أي تمراتكم هذه؟ قالوا: البرني فقال : في تمرتكم هذه تسع خصال: إن هذا جبرئيل يخبرني أن فيه تسع خصال: يطيب النكهة، ويطيب المعدة، ويهضم الطعام، ويزيد في السمع والبصر، ويقوي الظهر، ويخبل الشيطان، ويقرب من الله عز وجل، ويباعد من الشيطان.

شارف موسم الرطب أن ينتهي - أو كاد - وبعد أن ازداد وزني كيلوات بسبب الإكثار من من أكل الرطب، حلفتُ أن أصوم عن أكل التمر. لكن كلما رأيته يلمع مثل الذهب وتذكرت فوائده، كفرتُ عن ذنبي بأكلِ عدة حبات زيادة! التمر هو الذي أعاننا على سدّ الجوع في الصغر، كلما أصدرت بطوننا أصوات قرقرةَ الجوع كأنها صوت الحمام، كان التمر هو المخدر! قبل أيام أهداني أحدُ الأقارب تمرًا من زراعة أمريكا، حبّة واحدة بحجم حبتين أو ثلاث من تمرنا، مع أنهم لم يهتموا بزراعة النخل إلا منذ سنوات!

أهل هذا الجيل لا يأكلون التمر مع أن الطبّ يقول فيه فوائد جمة، وقال عنه النبي ﷺ: ”أطعموا المرأةَ في شهرها الذي تلد فيه، التمر؛ فإن ولدها يكون حليمًا“. وروي عنه أيضًا: ”أطعموا نساءكم الولّد الرطب، فإن لم يكن رطب فالتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران“.

لمن ليس لديهم مانع طبيّ، كلوه باعتدال، حبات معدودات لن تضركم! كان طعام النفساء في بلداننا التمر بالدهن، والعصيد مع السمن البلدي، لم توجد آنذاك البدائل الغذائية والمكملات التي تتوفر هذه الآونة. كلوه فاكهةً جيدة باعتدال، فيه من العناصر الغذائية الأساسية، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والمنغنيز.

التفاتة قرآنية: جملة ﴿وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ التي تأمر مريم بتحريك النخلة لتستفيد من ثمرها، تعطي درسًا لنا بأن الحياة في أشدّ لحظاتها تحتاج إلى جدّ وكفاح، فهل هناك لحظة أصعب على المرأة من الولادة والله قال لمريم في لحظةِ ولادتها بعيسى: أنتِ يا مريم هزّي جذع النخلة، لا تنتظري أحدًا يفعل ذلكَ لك!

هل لتمرِ ”البرني“ غير هذا الإسم في القطيف الآن، أم كان موجودًا واختفى؟! غريب جدًّا أن لا يكون موجودًا مع ما أُثر عنه في لقاء وفد عبد القيس مع النبي محمد «صلي الله عليه وآله»!

مستشار أعلى هندسة بترول