ليل الشتاء الطويل يذكرنا عناء الأمهات!
في هذه الأشهر - أشهر الشتاء - يطول الليل، أعان الله الأمهات. لا يعرف الرضيع جدولًا زمنيًّا للاستيقاظ، ينام متى ما شبع ويستيقظ متى ما جاعَ أو برد! مرة أو اثنتان أو عشر مرات حتى يطلع الفجر.
أمّي لم تعمل خارج الدار وكان ذلك مهمة شاقة عليها، كيف بالأمهات في هذه الآونة اللاتي عليهنّ الذهاب إلى أعمالهنّ طوال اليوم؛ مستشفى، مدرسة، مركز تجاري، أو عمل خاص ينفقون منه على أنفسهنّ ويعينون أزواجهن؟
من حظنا - الرجال - ننام الليلَ كله وإذا بكى الطفلُ شكونا من قلة النوم لأن علينا عملًا يوم غد بدوامٍ كامل! لا أظن أن الحياة كانت سهلة على أغلب النساء وأعتقد أنها تزداد خشونةً بين تربية وعمل وحياة اجتماعيّة وعلاقة زوج.
نكبر وننسى سهر الليالي الطوال! دراسات عديدة حول دخول الأمهات الجدد عالمًا من التغييرات المثيرة والمفاجئة. فرحة صغيرة في حياتهنّ تنمو كل يوم، ثم إذا جاءت فرحة المولود جاء معها سهر الليالي. مسألة لا تحتاج إلى دراسات، مع ذلك بعض الدراسات الاستقصائيّة تذكر أن ما يقرب من نصف الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال في عمر ستة أشهر أو أقل يحصلون على ساعةٍ واحدة إلى ثلاث ساعات من النوم المتواصل في الليلة. هذا، باعتراف الجميع، ليس صادمًا - الحرمان من النوم الذي يصاحب تربية طفل موثق جيدًا وأي شخص لديه أطفال يعرف مدى واقعية هذا الأمر.
عزيزي الشاب والشابة: تعلمون جميعًا أن معظم البالغين يجب أن يناموا ثماني ساعات كلّ ليلة، وأنتم الآن تنامونَ ملء أجفانِكم. عندما تصبحونَ آباء وأمهات، سوف تعلمون كم هو صعب ومتعب سهر الليالي؛ شيخوخة مبكرة واستهلاك صحة! كل ذلك كان من أجلكم. أظهرت دراسة إلى أن قلة النوم الذي يرافق الأمهات في الأشهر الأولى بعد وضع مواليدهنّ تؤدي إلى تسريع شيخوختهنّ وقالت الدراسة ”إن قلة النوم في الأشهر الستّة الأولى تزيد عمرهن البيولوجي بنحو سبع سنوات“!
كل هذه التوطئة لأقول لكم: إذا مرت ليالي الشتاء الطوال وأنتم في ”سابع نومة“ تذكروا سهر أمهاتكم وآبائكم. قليل الوفاء من ينسى أن أن أبويه حرما نفسيهما نعومة الفراش، من أجل أن يغفو وينام. لا تنسوا ليالي سهر الأمهات والآباء - خصوصًا الأمّهات - في صلواتكم وفي أدعيتكم، وكان الإمام علي بن الحسين 
كثير الدعاء لوالديه وله دعاء اختصهمَا به، فمن منا لا يستطيع أن يدعو في صلاته: ﴿رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ ؟
