آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 10:56 ص

الأجنبيّ في وطننا ضيف له الاحترام والتقدير!

المهندس هلال حسن الوحيد *

منذ أن كنا صغارًا ونحن نشهد وجود العمال المغتربين عن أوطانهم بيننا. نعم، هم قدموا من أجل طلب الرزق والمعيشة الكريمة لهم ولعوائِلهم في أوطانهم، لكنهم عنصر لا يمكن التقليل منه في المساهمة في نهضة الوطن الشاملة من ألفها إلى يائها.

شاهدت في سنوات الدراسة من الابتدائية وحتى الثانوية حضور المعلمين الأجانب، من مختلف الدول العربية والأجنبية وفي فترة العمل مع شركة أرامكو السعودية في حقول وهندسة النفط كيف يساهم الموظف التقني المؤهل في جزءٍ كبير منها. وبعد سنوات العمل، أشتري من بائع فواكه آسيوي، وأصلح سيارتي في ورشة بيد فني من الفلبين، ولدي عامل وعاملة يساعدان في تنظيم حياتي وحياة أسرتي.

أعزائي القراء الكرام: لا يجب أن يجتمع على المغترب والعامل همّ الغربة وطلب الرزق وهمّ عدم الراحة في المعاملة! كلمة حق تقال أن الغالبية القاهرة في مجتمعنا - القطيف وغيرها - لا يشعر العامل بينهم بالغربة؛ مجتمع ودود ويقدر الخدمات التي يقوم بها العامل الأجنبي من أبسط الأعمال إلى أعقدها. وبما أننا مجتمع بشري، فينا من يشذ عن هذه القاعدة! هذا منتهى الحماقة أن تستقوي على غريب أو عامل بسيط. كان العرب يفتخرون ولا يزالون بحماية الضيف والجار والصديق.

أنا صديقكم، لدي عامل شاب، هندي في عمر أصغر أبنائي، أعتبره أكبر من عامل. وأجمل الدقائق التي أقضيها معه يحدثني عن بلاده - الهند - عن أسرته وتنوع ديانات سكان الهند وطبيعتها الزراعية وبقية أحوالها، حتى صرت أعرف مواسم المطر والزراعة.

هذه الكلمات أكتبها بقطراتٍ من الأسى والحزن عندما يتعمد أحد - كائنًا من كان - أن يعتدي على أو يهين واحدًا من هؤلاء، وفي هذه الآونة لا يخفى الخيرّ والشرّ، فما تركت التقنيات من سلوك البشر الشاذ والجيد ما يخفى على أحد.

أكتب لنفسي الستيني في عمر آبائكم لكم أيها الشبّان في عمر أبنائي: نعود إلى حقيقتنا وسجايانَا الطيّبة التي لا تخفى على أحد، بدلًا من الطبائع الرديئة والسجايا الغير مألوفة:

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ

وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ

وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ

همسة حب: عن الإمام علي - في وصيته لابنه الحسن -: ”اجعل نفسك ميزانًا فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم، وأحسن كما تحب أن يُحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تَستقبحه من غيرك، وارضَ من النّاس بما ترضاه لهم من نفسك“.

مستشار أعلى هندسة بترول