آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

تهنئة…!

المهندس هلال حسن الوحيد *

على غيرِ العادة، بقيتُ حيرانَ لا أدري ماذا أكتب للقرّاءِ الأعزّاء اليوم، آخر جمعة من السنة الميلادية، 2022م. ياربّ، يا ربّ، ماذا أكتب؟ كتبتُ ومسحت أكثرَ من مرة وآخر ما كتبته التالي:

إن وصلتكم تهنئةٌ أجمل من هذه التهنئة فذلك لأنكم أغلى وأعزّ، وإن كانت هذه أجمل من غيرها فلأني رفعتُ رأسي ورَأيتكم أرفع وأسمى. سنةُ الشمس انتهت، وبعد أشهرٍ قليلة تنتهي سنةُ القمر. أنتم الشموس والأقمار الذين استمتعتُ بصحبتهم سنةً كاملة، أعطيتموني وأَعطيتكم المحبةَ والودّ في الله!

بين سنةٍ وسنة ينطوي العمر؛ عشرون، أربعون..! آمل أن لا ينطوي العمر قبل بلوغ الآمال. ولكي لا يكون يوم الجمعة يومًا كئيبًا، نرجو فيه من الله العمر المديد والسعادة، أنا وأنتم، ولمن كان معنا والآن رقدَ في المقابر الرحمة. وأن يكون العام القادم - 2023م - عام ضياءٍ لا ظلام، عام لينٍ ولطفٍ وعامَ سعادة.

في هذا الجوّ البديع - البارد نوعًا ما - إذا اشتقت إلى صديقٍ اتصل به وأسمعه دفءَ صوتك، استمتع بالوقت في الرياضة أو القراءة، أي شيء سوى وسائل التواصل الباردة. تذكروا أن عجلة الحياة لن تتوقف إذا لم ترسل رسائلك أنصافَ الليالي! يحزنني كثيرًا أن تصلني رسائل في مجموعات تواصل حتى الساعة ”الثالثة“ فجرًا!

لم أجد إحصائيّة - لأنها غير ممكنة - تحصي عدد الساعات التي نضيعها في تتبع أخبار ومقاطع التواصل الاجتماعي والجدل البيزنطي، فعلى سبيل المثال مجموعة تحوي 300 من المثقفين والمتعلمين، كم تخسر من ساعةِ إنتاج وضياع أعمار في اليوم والليلة باسم التواصل؟!

وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً..

بعد أربعين سنة يتكامل فكرنا وعقلنا ومن يبلغ منا الأربعين، يطلب من ربه ثلاثَ طلبات:

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى? وَالِدَيَّ.

وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ.

وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي.

بهذه المناسبة أدعو اللهَ أن يجعلكم من الشاكرين ويُصلح لكم أعمالكم وذريتكم. ساعات قليلة وتنتهي السنةُ كاملة، لكن حديث الودّ يطول بطول العمر. وها أنتَ أيها القارئ الكريم لاحظت صعوبة فيض الكلمات، فعندما نلتقي في المرة نكون قلبنا صفحةً جديدة في عدد السنوات، فإذا بقيَ في العمر شيء وسمح لنا القضاء لم تكن هذه - بإذن الله - آخر الكلمات.

نراكم على خير..!

مستشار أعلى هندسة بترول