الناس يقيمون المعلومات كما يقيمون الأشياء المادية
دراسة: الناس يقيمون المعلومات كما يقيمون الأشياء المادية، بموجب مبدأ النفور من الخسارة وتأثير الهبة
جامعة كارنيجي ميلون
1 أغسطس 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة 231 لسنة 2022
Study: Individuals value information as they do material objects
Carnegie Mellon University
August 1,2022
مكنت التكنولوجيا من إنتاج كميات هائلة ومتنامية من المعلومات، مما أدى إلى فوائد جمة «على سبيل المثال، كثير من البيانات والمعلومات التي نتعلم منها»، ولكنها أنتجت سلبيات أخرى «كانتشار الأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة». سعت دراسة جديدة إلى تشخيص مدى تقدير الناس وتقيمهم للمعلومات ولماذا. وجدت الدراسة أن الناس يتعلّقون بالمعلومات تمامًا كما يتعلقون بالماديات، حتى عندما لا يمكن ترجمة هذه المعلومات إلى مخرجات مادية.
النتائج التي توصل إليها باحثون في جامعة كارنيجي ميلونCarnegie Mellon وجامعة إنسبروك Innsbruck، نُشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم «PNAS» [1] .
”غالبًا ما نتحدث عن التعامل مع المعلومات كما لو كنا نستهلك أحد الأشياء المادية، ونصف تعلقنا بالمعتقدات [2,3] الشخصية بمثابة تعلقنا بأحد الأشياء المادية أو التخلي عنه،“ حسبما قال كريستوفر أوليڤولا Christopher Olivola، استاذ علم التسويق المشارك في كلية تيبر Tepper للأعمال في جامعة كارنيجي ميلون، والذي شارك في نشر البحث. ”ولكن على الرغم من أن تقييم الأموال والسلع المادية [4] قد تمت دراستهل على نطاق واسع، إلّا أنه من المدهش أنه لا يوجد إلّا القليل من الأبحاث التي ركزت على كيف ومدى ما نقوم به من تقييم المعلومات“.
وفقًا للاقتصاد التقليدي [5] ونظرية الألعاب [6] ، تُقيّم المعلومات فقط إلى الحد الذي تدعم فيه القرارات التي تسفر عن مخرجات أفضل. لكن وجهة النظر هذه لا تبين تمامًا مدى تعامل الناس مع المعلومات، مثلًا، استعدادنا للدفع مقابل معلومات لا تؤثر فينا بأي شيء ملموس «على سبيل المثال، شراء المجلات الصفراء التي تنشر قصصًا فاضحة عن مشاهير» أو ميلنا إلى تجنب المعلومات التي نعتقد أنها تتعارض مع معتقداتنا «على سبيل المثال، قراءة / استماع أخبار تصدر أو تنشر أو تبث فقط من مصادر تشترك معنا في وجهات النظر».
النفور من الخسارة
في ثلاث دراسات - شارك فيها أكثر من ألف مشارك - أثبت الباحثون أن الناس يتعاملون مع اكتساب المعلومات وخسارتها كما يتعاملون مع اكتساب / حيازة السلع المادية وخسارتها: كممتلكات عزيزة عليهم. لقد تعامل الناس مع المعلومات بتلك الطريقة وذلك بإظهار أن النفور من الخسارة [7] «أي الميل إلى الشعور بالاستياء من خسارة شيء أكثر من الميل إلى الشعور بالرضا بعد اكتساب شيء مكافيء له في القيمة» وتأثير الهبة [8,9] «الميل إلى تقييم الأشياء التي نمتلكها أكثر من الأشياء المماثلة لها لا نمتلكها» لا ينطبقان فقط على المال والسلع المادية ولكن أيضًا على المعلومات - حتى المعلومات غير المفيدة إلى حد كبير، مثلًا، المعلومات التافهة التي ليس لا قيمة لها.
تأثير الهبة
على الرغم من أن الدراسات الثلاث ركزت إلى حد كبير على معلومات ليست بذات أهمية بالنسبة للمشتركبن في هذه الدراسات، فقد ألمح المؤلفون إلى أن من المحتمل أن ينطبق نمط النتائج التي وثقوها أيضًا على المعلومات الناتجة عنها بالتبع. بهذا النحو، يمكن أن يكون للنتائج تبعات على الحالات التي يُحث الناس فيها على تقدير المعلومات المفيدة، كما في مجالات التعليم والرعاية الصحية. قد تساعد النتائج أيضًا في توجيه الأبحاث والتأثير في السياسات والتشريعات المتعلقة بخصوصية المتسوقين على الإنترنت - على سبيل المثال، معرفة ما لو يبالإمكان أن يؤثر اعتبار المستهلكين المعلومات الشخصية بمثابة ممتلكات لهم من وجهة نظرهم تجاه جمع مثل هذه المعلومات ومشاركتها من قبل الشركات والحكومات.
”قد يكون لتشخيص النفور من الخسارة وتأثير الهبة فيما يتعلق بالمعلومات أهمية خاصة في العصر الرقمي، عندما تؤدي الامكانية غير المسبوقة لدخول الناس وحصولهم على معلومات واستخدامهما إلى تعقيد مدى تقديرنا وتقيمنا لهذه المعلومات وقد تغير طريفة تقييمنا وتقديرنا لها،“ كما تشير يانا ليتوفسكي Yana Litovsky، باحثة ما بعد الدكتوراه في قسم الخدمات المصرفية والمالية في جامعة إنسبروك، والتي قادت البحث.