آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

السيد محمد طاهر.. المخلص الخفي

في صبيحة يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1444 هـ الموافق 10 يناير 2023 م استفاقت القطيف على خبر مؤلم برحيل المخلص الخفي المهندس السيد محمد السيد طاهر آل السيد ناصر «الخضراوي» بعد معاناة طويلة مع المرض. السيد محمد طاهر «كما يحلو للجميع مناداته» كان مثالاً للجد والمثابرة والعمل الدؤوب في خدمة اهله ومجتمعه في شتى المجالات دون كلل ولا ملل وبكل ما أوتي من عزيمة واصرار وهو متسلحٌ بالاخلاص.

وللسيد محمد طاهر رحمه الله العديد من المحطات في حياته والتي شهدت على اخلاصه وتفانيه، اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. إدارة المشاريع ببلدية محافظة القطيف: حيث وضع نصب عينيه العمل مع فريقه الهندسي المتخصص على تطوير المحافظة من خلال اقتراح ومتابعة تنفيذ مشاريع عملاقة ممزوجة بالتحديات الكبيرة مثل الكباري والشوارع الشريانية والأسواق الحديثة والمخططات المترامية الأطراف.

2. المجلس البلدي لمحافظة القطيف: نظير اخلاصه وتفانيه بادله أبناء المحافظة بالوفاء فكان السيد محمد طاهر رحمه الله من بين أكثر المترشحين الحاصلين على ثقة اهله ومجتمعه ليواصل اخلاصه الخفي بين جنبات المجلس البلدي مع بقية الأعضاء رقيبا وناصرا ومعينا ومتابعا لكل احتياجات المحافظة التنمويه.

وبالرغم من مشاغله على مستوى محافظة القطيف والمنطقة الا ان بلدته القديح لم تكن يوما اقل نصيبا من اهتماماته. فكان أيضا له العديد من الوقفات والمساهمات اذكر من ابرزها:

1. جمعية مضر الخيرية بالقديح: انطلاقا من كون خدمة المجتمع هو جزء كبير من اهتماماته رحمه الله، فقد انضم لمجلس إدارة الجمعية كنائب للرئيس حيث ساهم مع بقية أعضاء المجلس والعاملين في ابراز إنجازات كبيرة مميزة في كل من المستوصف والروضة وغيرها التابعين للجمعية.

2. العرس الدامي بالقديح: كما ان اهل القديح لا تمحو من ذاكرتهم فاجعة حريق الخيمة في العرس الدامي، فانه لا تُنسى أيضا المواقف القوية للسيد محمد طاهر رحمه الله وعدد من الوجهاء والمخلصين من أبناء القديح ورجالاتها في حمل هموم اهلهم إلى قيادة وطننا الحكيمة وفي الأخص بلورة وتنفيذ مكرمة مليكنا المحبوب المغفور له باذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، والمتمثلة في تخصيص قاعة للافراح والمناسبات تحت إدارة وتصرف جمعية مضر الخيرية بالقديح لتكون رافداً وداعما لمتضرري الحريق.

3. التفجير الإرهابي بالقديح: كان للسيد محمد طاهر دور بارز في اللجنة الاهلية المنظمة لاستقبال المعزين من داخل المملكة وخارجها. وكنت شخصيا اعمل مع السيد المرحوم جنباً إلى جنب في الكثير من الخطوات والتنسيقات ليكون استقبال المعزين يفيهم حقهم ويليق بابناء القديح خصوصا والقطيف عموما.

4. المجلس الأهلي بالقديح: السيد محمد طاهر رحمه الله كان احد الأركان الرئيسية للعمل معنا في المجلس الأهلي بالقديح لتلمس ومتابعة احتياجات البلدة من الخدمات التعليمية والصحية والبلدية والتنموية وغيرها، ولا يعرف مدى اخلاصه وتفانيه سوى الذين يعملون معه يدا بيد «ولا ينبؤك مثل خبير» في خدمة القديح وأهلها متحدّين كافة الصعاب بالصبر والتحمل ومواصلة العمل على شتى الأصعدة. فكم من مرة وصلنا في المجلس إلى طريق مسدود في بعض المتابعات ولكن مع الإصرار على مواصلة الجهود كان السيد محمد طاهر رحمه الله دائما صاحب قصب السبق في المبادرة والمتابعة.

السيد محمد طاهر رحمه الله كان مثالا وضاءً للعمل بإخلاص خفي وتفاني منقطع النظير حتى آخر أيام حياته وهو يحمل على عاتقة طرق جميع الأبواب ومحاولة إيجاد كافة الحلول الهندسية لتسهيل حركة المرور عبر مدخل القديح الوحيد الملاصق للمجمع الطبي العام لجمعية مضر الخيرية والمرتبط بالمشروع المعروف بشارع التحدي الذي يمتد من القطيف إلى صفوى.

فرحمك الله أيها السيد الجليل والمخلص فلقد فجعنا جميعا بفقدك وفي كل عمل اجتماعي وخدمي في القطيف والقديح سيكون لك بصمة لا تنسى ابدا. رحمك الله وحشرك مع اجدادك الطاهرين محمد وآل محمد والهمنا جميعا الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.