آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

طاح الحطب في شهر رمضان

الدكتور نادر الخاطر *

أيام قليلة ويأتي شهر رمضان مايملك قدرة عجيبة على استحضار أوقات جميلة مع العائلة تلتف حول مائدة الإفطار.

شهر رمضان يشعل الدفء والروحانية، شعور جميل أن يكون الأب ينتظر المغرب بعدها يتوجه إلى المسجد مع الأبناء ويبصر الحمام والعصافير ترفرف فوق المئذنة مع صوت الأذان.

عند دخولي البيت أشم روائح العصيدة والقيمات أريد ان أكون طفلاً بين العائلة وأيضاً أبا لهم يساعدهم في مد السفرة وتجهيز أطباق صغيرة «تمر» حتى لو كنت لا أرغب فيه، تحفيز على العمل الجماعي.

رمضان مزرعة محروثة بسماد التسامح والمودة، فليس للحبيب الا الحب... لا شيء غير الإخلاص لمن يملك الاخلاص، فدعونا نرمي بذور المحبة حتى تنمو في مزرعة الشهر الكريم، من كان له قطيعة مع إخوته أو الأصدقاء فليزرع بذور التسامح حتى تنمو وتتجدر بفضل هذا الشهر الكريم.

شهر رمضان يفتح باب الفرص في زيادة العبادة والمعرفة، فليس همنا الشاغل الهرولة لمتابعة المسلسلات ومقاطع السوشيل ميديا، حيث بعض مقاطع السوشيل أصبحت هرج ومرج استغلت وقتنا دون فائدة، علينا التوجه في قطف ثمار الخير من التسامح وصلة الرحم وتغذية الروح بالعبادة والقرآن الكريم.

علينا تعديل مبدأ التوازن بطريقة وضع الحصان أمام العربة، ليس وضع العربة في المقدمة حتى لا تنزلق العربة ويهرب الحصان.

شهر رمضان شهر الخير والتسامح حيث له خصوصية عند الله من تقديم المكافأة للعبد في هذا الشهر... مما روي «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به...».

الحمد لله إن شاء الله الجميع منضبط في الحياة وهذا الشهر الكريم فرصة كبيرة في زيادة العبادة والمعرفة والتسامح خصوصاً تحطيب الخصومات بين الإخوة والابناء والاصدقاء كما تعلمنا من موروثات الثقافة ”طاح الحطب“ يرمز إلى المسامحة والعفو، لا يوجد حرج في تقديم هدية إلى من تريد التسامح معاه... تراني أقبل هدية آيفون أو لابتوب من يريد المسامحة... كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم.