آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 9:02 م

نانسي عجرم

زكي بن علوي الشاعر

نانسي عجرم جميلة مليحة، يعشقها من العرب وغيرهم كثر؛ ذٰلك أنها بيضاء تسر الناظرين؛ ولٰكن بعض نساء بعض أحيائنا وقرانا ومدننا أنصع وأكثر إشراقًا... وهي نحيفة وغادة حسناء، وذات أنف أفطس يبعث بالروح والنفس إلى اليونان، ويعود بها إلى الفلبين... وترتدي ملابس يود أحدهم لو يمزقها؛ ليكون بطل فيلم رومانسي عالمي، ولا جدوىٰ إن نصحته ألا يمزق الممزق!! وحظها سعد السعود؛ فالقروية والبدوية والمودرن كلهن يحسدنها ولا يغبطنها.. وإنما السعادة المال؛ فمن كان ذا مال، استكمل نصيبه من الدنيا والآخرة!

ولأقرب لك الصورة!! لو كان لي من المال 10000000 ريال سعودي، لاشتريت فيلَّا/قصرًا، ب7500000 ريال، وسيارة ب1500000 ريال، وعشت ب1000000 ريال، في قصري المشيد، مع «طباخة» مغربية، وممرضة فلبينية/فلبية، وخادمة...، ولحققت السعادة الأبدية!!

ولو كان عندي 10000000 ريال أخرىٰ، لاشتريت مكتبة فيها كل ما يحتاجه الناس، وكل ما ليسوا بحاجة إليه؛ فإن الله تعالىٰ أغنانا بوسائل التواصل الاجتماعي، عن الكتب الصفراء والبيضاء، وغدونا علماء كلنا غير معلمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله علىٰ محمد وآله الطاهرين.

وقد قرأت قبل نحو من عام عن معنىٰ «نانسي».. وبحثت بحثًا جادًّا - كما يصنع المحققون من العلماء في عالم الكوكل العظيم الذي فتح الله به علينا - فوجدت معاني لم تعجبني، والحق أن معنىٰ نانسي: مؤنسة، وهو وهي كذٰلك!!

أما معنىٰ «عجرم».. وإن غلط في ضبطه، فهو يشير إلى القوة والعروبة وحياة الصحراء!! ومن هنا، فلا بد لنا - نحن أبناء الصحراء - من حب نانسي عجرم، كما أحببنا من قبلها من أمثال أسمهان، وسميرة توفيق، ونجوىٰ كرم التي قال أحد كبار إحدى القرى لابنه وهو يعظه: طلق زوجك، واخطب نجوىٰ كرم!!

ونجوىٰ وغيرها - ممن شرفت بذكرهن وممن لم أذكر - مؤثرات تأثيرًا كبيرًا؛ إذ إن ثمة من يعدهن ويعد لهن كل شيء، ولسن مثلنا نحفظ «قواعد العلوم»، ونكررها في كل نادٍ، وعلىٰ كل منبر، وفي كل كتاب، فتحجم «الجماهير» عن القراءة والاستماع؛ وتنفر وتجمح.. إذ أفقدناهم الاستمتاع!

جرب.. اضحك في بعض مجالس العلماء! لن تعدم من ينظر إليك شزرًا، وكأنك هدمت الدين، وحاربت المؤمنين الموقنين!! إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًا قمطريرًا.. ولذٰلك، لا بد من العبوس في الدنيا؛ لئلا يعبس في وجوهنا يوم الفزع الأكبر! ويجب علىٰ كل مكلف بلغ رتبة الاجتهاد - وعلىٰ من لم يبلغها - أن يلزم الكآبة؛ ليدخل الله يومئذ عليه السرور، وينعم بالأنهار والحور!

إن كان هٰذا هو الإيمان، فلا حظ لي فيه، ولا أسعىٰ إليه! وإن كانت هٰذه هي الرجولة، فدعوني وشأني؛ إذ لست رجلًا، والرجال قليلُووو!!