آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:57 ص

في وضع علم النحو «1»

زكي بن علوي الشاعر

سمعنا وقرأنا قصصًا بعدها - أو بعد إحداها - وُضع علم النحو.. منها:

1 - أن أحد العجم/الموالي قرأ قوله تعالىٰ: ”وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر: أن الله بريء من المشركين، ورسوله...“، فجرَّ «رسوله» الثانية، وكسر اللام.. وهٰذا كفر، فاستعاذ السامع بالله تعالىٰ، وقال ما قال، ورفع ذٰلك إلىٰ...، حتىٰ وضع علم النحو!

2 - أن ابنة أبي الأسود قالت: ”ما أجملُ السماء...“، فأجاب أبوها: النجوم، يا بنيتي! فقالت: ”ما أردتُ هٰذا!“... فقولي: ما أجملَ السماءَ!

3 - أن أحدهم قرأ: ”إنما يخشى الله من عباده العلماء...“، فرفع اسم الجلالة، ولعله نصب «العلماء» أيضًا!

ولأبدأ من القصة الثانية!

جارية في دار أبي الأسود الدؤلي درجت حتىٰ عرفت معنى التعجب وأسلوبه و«مم يركَّب؟» لا تحسن فتح اللام من «أجملَ» وتضمها؟!

لا شك في أنها سمعت من يتعجب فتعجبتْ! أفتأتي بالأسلوب كله ويفوتها فتح اللام؟! هٰذا ما لا يحدث في حياتنا اليوم، رغم مخالطتنا الهندي والسندي وغيرهما من الأمم في البلاد وغيرها!! ابني وابنتي وابنك وابنتك وأحفادنا وأسباطنا لا يخرجون عن لهجاتنا، إلا - اللّٰهم! - من نكل أمره إلىٰ مربية عجمية مثلًا، ولا نكلمه كلمة واحدة، ولا يكلمه غيرها حتىٰ يشب! وأين مثل هٰذا؟! إنه لعزيز!

ولا أنسَ من يهمل ولده في رياض الأطفال ومدارسهم خارج البلاد، ولا يكلمهم يومه كله كلمة واحدة؛ لانشغاله ب «الأهم» وهي الدراسة؛ ليعود إلينا، فيخترع ما لم يُخترع!!

أبو الأسود لم يكن كذٰلك!

علىٰ أن أبا الأسود - وقد رأت تلك الجارية المزعومة السماء - سمعها وهي تتعجب، ونحن كلنا نتعجب ونستفهم و... أفلا تكون في موسيقىٰ أصواتنا ما يدل على الأسلوب المراد؟! بلىٰ.. والله!

ومن هنا أسأل: كيف أجابها أبو الأسود وقال: النجوم؟! أكانت تحدثت بمقام البيات وهي مسرورة بالنظر إلى السماء؟ أكانت الجارية العربية الدارجة في دار لِعربي هو من هو جامدةً لا حياة فيها ولا حيوية؟! فليزعم زاعم أن تلك الجارية مصابة بالتوحد؛ لأقول بعد هٰذه القصة: آمين! ولٰكني أسأل هٰذا الزاعم سؤالًا جوابه سهل فيما أحسب: أوُضِعَ علم النحو بسبب جارية مصابة بالتوحد؟! هٰذا المشروع الكبير والعلم الخطير/العظيم سبب وضعه جارية متوحدة؟! قل ما شئت!

والقصة الأولىٰ غريبة كالثانية.. ومن هٰذا الذي برع في قراءة الحرف العربي من العجم، إلا أنه جر المرفوع أو المنصوب؟! وإن قيل: إنه كان حافظًا، فاللحن المزعوم أبعد، إلا أن يقال: إن السلف لم يكونوا يصححون القراءة، عند تحفيظ القرآن الكريم!!

أما القصة الثالثة، فهي كسابقتيها... علىٰ أن رفع المنصوب وعكسه جائز، عند أمن اللبس، ومنه قولهم: خرم المسمارَ الثوبُ يا فتىٰ! فلم لا يكون المثال الثالث من هٰذا القبيل؟! أليس معنى الآية أوضح من معنىٰ مثال المسمار والثوب؟! علىٰ أن لي رأيًا في مثال المسمار والثوب ليس هٰذا أوان إبدائه، وإن أبديته في مجلس الحاج: أبي هانٍ أخي سماحة الشيخ علي آل محسن الأكبر يحفظهما الله تعالىٰ!

يتبع..