آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 2:29 م

رمضان وظاهرة الغياب

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا يقول: إن بعض المدارس قامت بتقديم اختبارات منتصف الفصل الثالث هذا إلى الأسبوع الأخير من الدراسة في شهر رمضان. وأحد أولياء الأمور وضع رسالة في منصة إكس جاءته من المدرسة مفادها: أولياء الأمور الكرام أسعد الله مساءكم، وبناءً على توجيهات الإدارة سوف نقوم بعمل جدول للاختبارات «الفترية» بدءًا من يوم الاثنين 9/15 وحتى الخميس 9/18 إن شاء الله وتضاف درجاته لأعمال السنة.

السؤال المطروح: هو لماذا تم تقديم الاختبارات في غير موعدها والذي يصادف الأسبوع السادس من الدراسة أي من يوم 12 وحتى 16 شوال علمًا أنه لا يصح تقديم الاختبارات الفترية وتنفيذها في غير موعدها وفي شهر رمضان بهدف فرض الانضباط وهو في الحال ذاته مخالف للائحة تقويم الطالب ويتعارض مع معايير تقويم الطالب باللائحة. السبب أن وزارة التعليم من بداية العام الدراسي شددت كثيرًا على الإدارات التعليمية في مناطق المملكة على ضرورة مساءلة ومحاسبة منسوبيها المقصرين، في تطبيق الأنظمة واللوائح والإجراءات، الخاصة بالانضباط المدرسي. وطالبت بتسجيل غياب الطلبة في نظام نور وتثبيته يوميًا، وحصر غياب الطلبة والتأخر الصباحي بداية الحصة الأولى يوميًا في سجل خاص بذلك ومن التدابير حصول المدرسة على توقيع الطلبة وأولياء أمورهم على عقد الالتزام، وذلك للمرحلة الابتدائية، ونموذج للتعاقد السلوكي للمرحلتين «المتوسطة - الثانوية» والاحتفاظ به في ملف خاص لدى وكيل أو وكالة شؤون الطلبة. السؤال: لماذا مع هذا التشدد مازال الغياب الجماعي ظاهرة خاصة في شهر رمضان وصار أمرًا واضحًا بدرجة لافتة، خاصةً في ظل استخدام مجموعات الواتساب والتليجرام بين الطلاب.

الحقيقة بكل اختصار أن الدراسة في شهر رمضان بالنسبة للطلبة والطالبات في التعليم العام أثبتت عدم جدواها بدليل نسبة الغياب الكبيرة طلاب صغار يتناولون السحور قبل الفجر وبعدها بخمس ساعات يتوجهون لمدارسهم وهم في حالة تعب وإرهاق وربما يكملون نومهم في فصولهم المدرسية في نظري هذا الشهر هو فرصة لتقدير الصوم والتأمل ولنتأمل بعض سلبيات الدراسة في هذا الشهر الفضيل، -1 تغير نمط النوم قد يؤدي إلى التعب والإرهاق، مما يؤثر على قدرة الطلاب على التركيز والإدراك أثناء الدراسة -2 قد يعاني الطلاب من نقص التركيز والطاقة بسبب عدم القدرة على التناول الجيد للطعام والسوائل خلال ساعات الصيام -3 قد تكون هناك أنشطة دينية وثقافية إضافية خلال شهر رمضان الكريم تقلل من وقت الطلاب المخصص للدراسة. -4 التقلبات في مستويات السكر والهرمونات نتيجة للصيام قد تؤثر في مزاج الطلاب ويصبحون أقل استقرارًا خلال الدراسة، كما أنها قد تنعكس على الجوانب النفسية لدى الطلبة والطالبات -5 قد تتزايد التحديات الاجتماعية والانفتاح والزيارات العائلية على الناس خلال شهر رمضان، مما يؤثر في التركيز والدراسة. بالنظر إلى هذه السلبيات والتحديات، يصبح من الضروري على وزارة التعليم أن تأخذ هذه الأسباب بعين الاعتبار وأن تعيد النظر في الدراسة في شهر رمضان وتظهر لنا بالأرقام إحصائية الحضور والغياب في هذا الشهر الفضيل.