آخر تحديث: 20 / 5 / 2024م - 5:03 م

في يوم الربو العالمي 7 مايو: ماذا ينبغي أن نشير إليه؟

- رسائل إلى مرضى الربو وإلى مقدمي الرعاية الصحية لمرضى الربو.

تمتد تجربتي الإكلينيكية في علاج الربو: تشخيصا وعلاجا لأكثر من ثلاثين عاما، وقد نقلت تجربتي إلى الأجيال القادمة خلال مجال عملي، بدءً من مستشفى الملك فهد بالهفوف، ثم مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء، ثم في القطاع الخاص بمستشفى المانع العام بالأحساء.

شاركت محاضرا ومعلما ومدربا في برنامج الربو الوطني بمحافظة الأحساء، خلال عشرات الدوريات التي أقامتها مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء، لتدريب الأطباء والتمريض على الطريقة الصحيحة للتعامل مع مرضى الربو وكيفية علاجه، كما شاركت في تقديم سلسلة من المحاضرات التوعوية حول الربو في بعض المؤسسات الأخرى كشركة الاتصالات السعودية وإدارة التعليم للبنات بالأحساء وغيرها.

يعد الربو أحد أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية شيوعًا ويؤثر في أكثر من 260 مليون شخص ويتسبب في أكثر من 450000 حالة وفاة كل عام في جميع أنحاء العالم، ومعظمها يمكن الوقاية منها.

تزامنا مع اليوم العالمي للربو 2024، الذي يوافق 7 مايو تؤكد المنظمات والمؤسسات العالمية المهتمة بتشخيص على الحاجة إلى تثقيف الأشخاص المصابين بالربو من خلال التعليم الصحي المناسب والتعرف على الوقت المناسب لطلب المساعدة الطبية.

إن المتخصصين في الرعاية الصحية مدعوون إلى زيادة وعيهم باستمرار حول حالات مرضى الربو والوفيات التي يمكن تجنبها بسبب الربو، والاطلاع على الأدلة المنشورة حول العلاج الفعال للربو، حتى يكونوا مجهزين لتوفير معلومات موثوقة وتقديم العلاج الأمثل لمرضاهم.

عندما كنت في بعثة وزارة الصحة للحج منذ سنوات سابقة، عملت في مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة، لاحظت انخفاضا في مستوى الوعي الصحي لدى الآباء حول علاج الربو، حيث رأيت خلال فترة التكليف أطفالا، لا يخضعون لعلاج مناسب منتظم مع تكرر الأزمات لديهم.

من الجوانب التي لمستها عند رؤيتي لتلك الحالات هي التشخيص الناقص أو غير الدقيق لتلك الحالات.

لكنني أتصور أن تشخيص وعلاج الربو حاليا في وطننا الغالي أفضل مما سبق، بسبب وجود الكفاءات العلمية المنتشرة في مستشفيات أرجاء وطننا الغالي.

من الجوانب المهمة التي ينبغي التأكيد عليها هو رفع الوعي الصحي حول الربو ليس لدى المرضى أو ذويهم فقط، بل بين مقدمي الرعاية الصحية من أطباء وصيادلة وتمريض، ولا سيما في المنشآت التي تستقبل عددا كبيرا من المرضى نحو المستوصفات ومراكز الإسعاف، حيث لا ينبغي التركيز فقط على علاج أزمات الربو الحادة، بل لمنع حدوثها أو على الأقل التخفيف من حدتها.

ينبغي التأكيد على أهمية أجهزة الاستنشاق الكورتيكوستيرويدية المضادة للالتهابات ودورها الفاعل في السيطرة على الالتهاب، والتنبيه إلى أن الاعتماد المفرط على أجهزة الاستنشاق قصيرة المفعول منبهات بيتا 2 ”SABA“، نحو الفنتولين دون رجوع إلى ذوي الاختصاص له دور سيئ في تدهور الحالة الصحية لمرضى الربو.

توعية مرضى الربو وذويهم حول جوانب الربو له فوائد جمة.

في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، يعد عدم توافر الأدوية المستنشقة، وخاصة أجهزة الاستنشاق المحتوية على الكورتيكوستيرويد، مساهمًا رئيسيًا في حقيقة أن أكثر من 90% من وفيات الربو تحدث في تلك البلدان.

في وطننا الغالي، المملكة العربية السعودية كل علاجات الربو متاحة، بما في ذلك العلاج البيولوجي، وقد ساعد وجود الكفاءات الوطنية المختصة بطب الحساسية أو طب الصدرية والكفاءات الأخرى المدربة في تحسين مستوى الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرض الربو، والتقليل إلى حد كبير جدا في منع حدوث الوفيات.

وهنا نتقدم بوافر الشكر إلى وزارة الصحة السعودية بما وفرته من كفاءات علمية مدربة كالأطباء ذوي الاختصاص في الأمراض الصدرية أو طب الحساسية وخريجي البورد السعودي في الطب الباطني وطب الأطفال وطب الأسرة وطب الطوارئ، وما وفرته من علاجات على مختلف أنواعها.

وكذلك نتقدم بالشكر إلى الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر على جهودها المتواصلة في هذا الجانب، ومتابعتها للرفع من مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الربو، والتي من بينها الدليل السعودي لتشخيص وعلاج الربو وهو من عطاءات المجموعة السعودية للربو والحساسية Saudi Initiative for Asthma ”SINA“

وقد صدر حديثا The Saudi initiative for asthma - 2024 update: Guidelines for the diagnosis and management of asthma in adults and children

وهو مرجع قيم ينبغي لكل مقدمي الرعاية الصحية لمرضى الربو في القطاعين الحكومي والخاص الاطلاع عليه، ولا سيما أطباء الأسرة وأطباء الأطفال وأطباء الطب الباطني وو أطباء الإسعاف.

استشاري طب أطفال وحساسية