مأزق الهلال الشيعي.. متى يتفق الفقهاء
تناول كُتّاب صحيفة ”جهينة الإخبارية“ يوم الأحد مشكلة الانقسام القائم حول ثبوت هلال عيد الفطر في القطيف بين يومي الأحد والإثنين، وذهبت مقالة إلى حد توبيخ رجال الدين والدعوة إلى تنحيتهم عن مسئولية إثبات الهلال والقاء المهمة على كاهل علماء الفلك، فيما اعتبر كاتب بأن الصراع ليس بين الدين والعلم وإنما الصراع بين فهم الدين والعلم، فيما دعا كاتب آخر إلى قيام مجلس شورى الفقهاء لحل هذه المعضلة وغيرها، فيما يلي خلاصاتها:
وكتب الدكتور محمد المسعود في جهينة الإخبارية عن مشكلة إثبات ظهور الهلال، وقال: مأزق الأهلة ليس في اختلاف الاجتهاد والمبنى الفقهي للفقهاء والمجتهدين، المشكلة الأعمق فيما يفضحه هذا الهلال النحيل ويظهره من الفردية وعدم ثقة الكل في الكل.. نخشى أن يكون عمق المشكلة من الأنا، لبعض المعممين الذي يرى نفسه قطب رحى الكون إذا لم يثبت عنده، فلا ثبوت له عند أحد غيره.
ويخلص الكاتب في إلى القول: وحيث لم يوفق المشايخ في إدارة أنفسهم بالشكل الذي نراه ظاهرا كل عام لا سبيل للخلاص من هذا التيه والشتات، وإغراق الناس فيه، إلا بتبني المسؤولية كاملة من قبل علماء الفلك، وتصديهم له يشكل مباشر فهذا موضوع يجرى عليه قواعد العلم والحس، كسائر شؤون الحياة العلمية الأخرى.
وكتب الدكتور نادر الخاطر في صحيفة جهينة الإخبارية عن ذات المشكلة، وقال: انقسمت القطيف الى قسمين، البعض اتجه الى منحى يوم الأحد العيد اعتماد الرؤية من المنظار الفلكي «العين المسلحة» أو الرؤية البصرية «العين المجردة» والبعض اخذ منحنى آخر إتمام الصيام والعيد يوم الاثنين والجميع استنادا الى الحديث القدسي «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
ويخلص الكاتب إلى القول: الصراع ليس بين الدين والعلم إنما الصراع بين فهم الدين والعلم، ما هو المراد بالرؤية؟ العلوم الفلكية تم اكتشافها وصناعتها حتى تسهل لنا الحياة، ما هو المانع أن نستفيد من العلوم الفلكية في خدمتنا؟.. دور المشايخ البلد توضيح أحكام جميع المدارس للشرائح العامة، لكن في عيد 2020 أصبح ارتباك بنقل الخبر مساء يوم السبت لا يوجد عيد ”الأحد“ بل العيد الاثنين، وبعدها في الصباح تجدد الخبر بأن العيد يوم الأحد ليس الاثنين.
وكتب الدكتور تركي العجيان في صحيفة جهينة الإخبارية عن مشكلة إثبات الهلال أيضا، وقال: جاءت ليلة العيد التي تضمنت تجاذباً غريباً قد تجاوزه مجتمعنا منذ سنوات، فكانت الآراء تتسرّب بتناقضاتها بين جهةٍ وأخرى حتى أصبح من يمتلكون رأياً وفقهاً وفهماً في شكّ من أمرهم، فما بالك بمن يعيشون حياتهم تبعاً لغيرهم، لعمري إنهم يعيشون الحيرة والحسرة.
ويخلص الكاتب إلى القول: هنا ينتابني سؤالٌ بريئ هل يعجز فقهاء الشيعة أن يتباحثوا مثل هذه القضية الشائكة فيما بينهم ويصلون لرأي واحدٍ يجمعهم معاً.. وهنا تحضرني تلك الرؤية التي قدّمها المرجع الديني الكبير السيد محمد مهدي الشيرازي رحمة الله تعالى عليه والذي تصادف هذه الأيام ذكرى رحيله؛ حيث طرح نظرية شورى الفقهاء «لمعالجة» القضايا التي تمس المجتمع الشيعي بكامله ومن جملتها قضية الهلال.